إن المرأة في الغرب هناك مضطرة للعمل اضطرارًا لعدة أسباب منها:
أولًا: إن المرأة عندهم هي التي تهيئ بيت الزوجية فلابدَّ لها أن تعمل وتجمع المال حتى تقدمه مهرًا لمن يريد الزواج بها، وكلما كان مالها أكثر كانت رغبة الرجال فيها أكثر.
ثانيًا: إن الأب هناك غير مكلف بالإنفاق على ابنته إذا بلغت الثامنة عشر من عمرها لذا فهو يجبرها على أن تجد لها عملًا إذا بلغت ذلك السن، فكثيرًا ما يكلفها دفع أجرة الغرفة التي تسكنها في بيت أبيها فضلًا عن أجرة غسل الثياب وكيها.
ثالثًا: إن الناس هناك يحيون لشهواتهم فهم يريدون المرأة في كل مكان فأخرجوها من بيتها؛ لتكون معهم. . . ولهم. . ألا ترين كيف يسخرونها لشهواتهم الدنيئة في الأفلام الهابطة والصور العارية والإعلانات.
رابعًا: إن البخل والأنانية شديدان عندهم، فهم لا يقبلون أن ينفقوا في زعمهم على من يعمل أعمالًا بسيطة وهم لا يرون تربية الأولاد أمرًا هامًا ومهما لأنهم لا يبالون بدين ولا تربية.
يقول د. محمد علي البار: وقد لا يدرك القارئ أن على الفتاة إذا بلغت سن السادسة عشرة أن تغادر منزل والديها وتبحث عن عمل؛ لأن الوالدين لا يستطيعون الإِنفاق عليها بعد هذه السن، وإن عليها أن تعيش من دخلها، وهذه إحدى دلائل المساواة في المجتمع الأمريكي والأوربي حيث تطرد الفتاة من منزل أمها وأبيها بعد سن تتراوح ما بين الخامسة عشرة والثامنة عشرة تمامًا كما يطرد الفتى، ويقال لكليهما: الآن انتهى دورنا عليكما أن تبحثا عن عمل تعيشان منه، ولا شأن لنا بكما، تفضلا اخرجا من المنزل، أو يمكنكما البقاء بشرط دفع أجرة السكن والأكل! ! ولا غرابة بعد ذلك أن نرى الأولاد عندما يكبرون يكيلون لآبائهم وأمهاتهم الصاع صاعين. . فيموت الأب أو الأم دون أن يدري عنه أحد