في غرفة باردة. . حتى يبدأ الجيران في الشك فيطلبون الشرطة التي تفتح الباب عنوة لتجد المسن قد توفي منذ أيام (١).
يقول د. القرضاوي: وقد ذكر أستاذنا/ محمد يوسف -رحمه اللَّه- في كتابه:"الإسلام وحاجة الإنسانية إليه" أثناء حديثه عن عناية الإسلام بالأُسرة قال: ولعل من الخير أن أذكر هنا أني حين إقامتي بفرنسا كانت تخدم الأُسرة التي نزلتُ في بيتها فترة من الزمن فتاة يظهر عليها مخايل كرم الأصل، فسألت ربَّ البيت: لماذا تخدم هذه الفتاة؟ أليس لها قريب يجنبها هذا العمل، ويوفر لها ما تقيم به حياتها؟ فكان جوابها: إنها من أُسرة طيبة في البلدة، وعمها غني موفور الغِنَى، ولكنه لا يعني بها ولا يهتم بأمرها. فسألت: لماذا لا ترفع الأمر للقضاء، ليحكم لها عليه بالنفقة؟ فدهشت السيدة من هذا القول، وعرَّفتني أن ذلك لا يجوز لها قانونًا. وحينئذٍ أفهمتها حكم الإسلام في هذه الناحية، فقالت: ومَن لنا بمثل هذا التشريع؟ لو أنَّ هذا جائز قانونًا عندنا لما وجدتَ فتاة أو سيدة تخرج من بيتها للعمل في شركة أو مصنع أو معمل أو ديوان من دواوين الحكومة، يعني: أن خوفهن من الجوع والضياع هو الذي دفع تلك الجيوش من النساء إلى العمل بحكم الضرورة.
ويقول د/ نور الدين عتر: أمَّا الإسلام فقد كرم المرأة تكريمًا لا يوجد في أي نظام سواه، ورحم ضعفها أن تجبر على خوض غمار الحياة، تقديرًا لمهمتها، وهي صنع المجتمع، بتربية النشء على قيم الأمومة الإنسانية، التي هي ضرورية لنشأة الإنسان سوي الأخلاق، سوي النفس، مستقيم التفكير، سليم البنية، فهي إذًا مصدر للتنمية بأنواعها الاجتماعية والخلقية والاقتصادية، لذلك لم يفرض عليها أن تعمل لكسب المال، بل ألزم نفقتها على أبيها، أو ابنها أو زوجها، ممن تلزمه نفقتها، كما هو مفصل في باب النفقات في كتب الفقه، وبالتالي فإنه لا يجوز للأب أن يُلْزِم ابنته أن تعمل لكسب المال، إلا إذا كان فقيرًا، ولا يجوز للزوج أن يلزم امرأته أن تعمل لكسب المال، وهكذا تتمتع المرأة في الإسلام بحظ أكبر من