وهي خاصة بالشيطان كما في سياق الآياتِ حيث قال الله قبلها {إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا (١١٧) لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَال لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (١١٨)} [النساء: ١١٧، ١١٨].
قال ابن جرير: القول في تأويل قوله: {لَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ}.
يعني بقوله جل ثناؤه: مخبرًا عن قيل الشيطان المريد الذي وصف صفته في هذه الآية: {وَلَأُضِلَّنَّهُمْ}، ولأصدّن النصيب المفروض الذي أتخذه من عبادك عن محجة الهدى إلى الضلال، ومن الإسلام إلى الكفر. {وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ}، يقول: لأزيغنَّهم - بما أجعل في نفوسهم من الأماني - عن طاعتك وتوحيدك، إلى طاعتي والشرك بك، {فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ}، يقول: ولآمرن النصيبَ المفروض لي من عبادك، بعبادة غيرك من الأوثان والأنداد حتى يَنْسُكوا له، ويحرِّموا ويحللوا له، ويشرعوا غيرَ الذي شرعته لهم، فيتبعوني ويخالفونك.
و"البتك"، القطع، وهو في هذا الموضع: قطع أذن البَحِيرة ليعلم أنَّها بَحِيرة.
وإنما أراد بذلك الخبيثُ أنه يدعوهم إلى البحيرة، فيستجيبون له، ويعملون بها طاعةً له.