فيه الحقد والغضب؛ ومنهما يتولد الفساد وسفك الدماء، مع أن التوراة تخبرنا أن الله خلق آدم في البر والطهارة والقداسة منزها عن الحقد وباقي الرذائل.
لقد تضمنت هذه الشبهة عدة اعتراضات:
١ - كيف يستشير الله الملائكة في خلق آدم وهو الغني عن ذلك؟
٢ - كيف نسب القرآن للملائكة هذه الأخطاء مع أنهم معصومون؟
٣ - الغيبة لآدم - عليه السلام -.
٤ - العجب بالنفس.
٥ - وصفوا ذرية آدم بالإفساد في الأرض بمجرد الظن.
٦ - أنكروا على الله تعالى هذا الأمر.
والجواب من وجوه:
[الوجه الأول: فضل الملائكة في القرآن والسنة.]
الوجه الثاني: الرد على الاعتراض الأول.
الوجه الثالث: بيان عصمة الملائكة، والرد على الاعتراضات الأخرى.
وإليك التفصيل
[الوجه الأول: فضل الملائكة في القرآن والسنة.]
أولًا: الملائكة كرام بررة:
وصف الله تعالى الملائكة بأنهم كرام بررة: {بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (١٥) كِرَامٍ بَرَرَةٍ (١٦)} [عبس: ١٥، ١٦] أي: القرآن، بأيدي سفرة أي: الملائكة؛ لأنهم سفراء الله إلى رسله وأنبيائه، وقد وصف الله تعالى الملائكة بأنهم كرام بررة أي: خلقهم كريم حسن شريف، وأخلاقهم وأفعالهم بارَّة طاهرة كاملة.
ثانيًا: استحياء الملائكة: من أخلاق الملائكة التي أخبرنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - بها الحياء، فعن عائشة - رضي الله عنها -: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مضطجعًا في بيتي، كاشفًا عن فخذيه أو ساقيه،