للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٥ - شبهة: فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون]

[نص الشبهة]

آيات تتحدث أن الناس يوم القيامة يتكلمون ويتساءلون ولا يكتمون، وآيات أخرى تتحدث أن الناس يوم القيامة لا يتكلمون ولا يتساءلون ويكتمون؟ !

١ - ففي قوله: {ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (٢٢) ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ (٢٣)} (الأنعام: ٢٢ - ٢٣).

مع أنه ورد في (سورة النساء: ٤٢): {يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا}، ففي الآية الأولى نرى أنهم كتموا وتكلموا وأنكروا الشرك وفى الثانية أنهم لا يكتمون ففي آية كتم، وفي آية لم يكتمون.

٢ - تعارض بين قوله: {فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ} (الرحمن: ٣٩)، و {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ} (المؤمنون: ١٠١)، {وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا} (المعارج: ١٠)، التعارض بين ذلك وبين قوله: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ} (الصافات: ٢٤)، وقوله: {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ} (الصافات: ٥٠).

والرد على ذلك من وجوه:

الوجه الأول: جمع الآيات التي يُظن تعارضها في هذه المسألة، والرد على دعوى التعارض.

الوجه الثاني: الآيات متعلقة بما قبلها وما بعدها.

الوجه الثالث: {لَا يَتَسَاءَلُونَ} فلا افتخار بالأنساب والأحساب كما كان في الدنيا، ولا يسأل اللَّه أحدًا عن حسبه ولا عن نسبه ولا عن قرابته.

الوجه الرابع: هذا ليس بتساؤل ولكن طلب بعضهم من بعض العفو.

الوجه الخامس: الإنسان في حياته الدنيوية (القصيرة) تمر عليه فترات لا يتكلم فيها ولا يتساءل، وفترات يتكلم ويتساءل، وفترات يكتم، وفترات لا يكتم، فما بالنا بأيام الآخرة (الطويلة).

<<  <  ج: ص:  >  >>