مع أنه ورد في (سورة النساء: ٤٢): {يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا}، ففي الآية الأولى نرى أنهم كتموا وتكلموا وأنكروا الشرك وفى الثانية أنهم لا يكتمون ففي آية كتم، وفي آية لم يكتمون.
٢ - تعارض بين قوله:{فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ}(الرحمن: ٣٩)، و {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ}(المؤمنون: ١٠١)، {وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا}(المعارج: ١٠)، التعارض بين ذلك وبين قوله:{وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ}(الصافات: ٢٤)، وقوله:{فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ}(الصافات: ٥٠).
والرد على ذلك من وجوه:
الوجه الأول: جمع الآيات التي يُظن تعارضها في هذه المسألة، والرد على دعوى التعارض.
الوجه الثاني: الآيات متعلقة بما قبلها وما بعدها.
الوجه الثالث:{لَا يَتَسَاءَلُونَ} فلا افتخار بالأنساب والأحساب كما كان في الدنيا، ولا يسأل اللَّه أحدًا عن حسبه ولا عن نسبه ولا عن قرابته.
الوجه الرابع: هذا ليس بتساؤل ولكن طلب بعضهم من بعض العفو.
الوجه الخامس: الإنسان في حياته الدنيوية (القصيرة) تمر عليه فترات لا يتكلم فيها ولا يتساءل، وفترات يتكلم ويتساءل، وفترات يكتم، وفترات لا يكتم، فما بالنا بأيام الآخرة (الطويلة).