قالوا: هذه الآية نزلت في العاص بن وائل، وأن هذه السورة بما فيها من قوله: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (٣)}، رد على ما قال العاص بن وائل وهذا وما شابهها من آيات كما في سورة المسد في قول أبي لهب وأنه من أهل النار وقالوا: كيف يكون الرد بهذه الصورة، وأين تحمل الأذى، وكيف يكيل باللعنات لكل من تعرض لرسوله وأين هو من المسيح في معاملته للناس وأنه إذا شتم لم يشتم عوضًا.
والجواب على هذه الشبهة من وجوه:
الوجه الأول: بيان سبب نزول {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (٣)}.
الوجه الثاني: بيان معنى الأبتر.
الوجه الثالث: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
الوجه الرابع: بيان بعض الأدلة على سعة رحمة الله سبحانه وتعالى.
الوجه الخامس: هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - فيمن تعرض له بالأذى.
الوجه السادس: أنَّ من تكلم فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - بشيء من الذم تحول إلى رحمة وقربة من الله لصاحبه شريطة أن يكون مسلمًا.
الوجه السابع: جزاء من تعرض للنبي - صلى الله عليه وسلم - بالأذى.
الوجه الثامن: بعض النماذج من السنة لمن تعرض للنبي بالأذى، وجزاؤه.