فِي جَرَارَ. وَقَال إِبْرَاهِيمُ عَنْ سَارَةَ امْرَأَتِهِ:"هِيَ أُخْتِي". فَأَرْسَلَ أَبِيمَالِكُ مَلِكُ جَرَارَ وَأَخَذَ سَارَةَ." (التكوين ٢٠/ ١ - ٣)، فهل يعقل أن امرأة قاربت التسعين يقع في هيامها الملوك؟ إنه أحد أغلاط الكتاب المقدس، وأحد شهاداته على أنه من صنع البشر. (١)
[أخطاء بشهادة التاريخ.]
[وعود لم تتحقق]
١ - ومن هذه الوعود قول التوراة أن الله قال لإبراهيم: "وَأَمَّا أَنْتَ فَتَمْضِي إِلَى آبَائِكَ بِسَلَامٍ وَتُدْفَنُ بِشَيْبَةٍ صَالِحَةٍ. وَفِي الجيلِ الرَّابعِ يَرْجِعُونَ إِلَى ههُنَا" (أي فلسطين). (التكوين ١٥/ ١٥ - ١٦).
والواقع التاريخي يكذب هذا النص فقد كان الجيل الثالث والرابع من إبراهيم وهم الأسباط وأبناؤهم، كانوا هم الداخلين إلى مصر، لا الخارجين منها، وأما الخارجون منها فهم الجيل السادس من أبناء إبراهيم.
٢ - ومن هذه الوعود الزائفة ما زعمه كاتب سفر الأيام، حين قال بأن الله وعد إسرائيل بقوله لناثان النبي: "وَعَيَّنْتُ مَكَانًا لِشَعْبِي إِسْرَائِيلَ وَغَرَسْتُهُ، فَسَكَنَ فِي مَكَانِهِ، وَلَا يَضْطَرِبُ بَعْدُ، وَلَا يَعُودُ بَنُو الإِثْمِ يُذَلِّلُونَهُ كَمَا فِي الأَوَّلِ" (الأيام (١) ١٧/ ١٠).
ولم يتحقق هذا الوعد الذي زعموا أن الله وعده، فقد ذل بنو إسرائيل على يد بختنصر، وأخرجوا من ديارهم، ولم يتحقق ما قيل لناثان: "مَتَى كَمُلَتْ أَيَّامُكَ وَاضْطجَعْتَ مَعَ آبَائِكَ، أُقِيمُ بَعْدَكَ نَسْلَكَ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ أَحْشَائِكَ وَأثبِّتُ مَمْلَكَتَهُ. هُوَ يَبْنِي بَيْتًا لاسْمِي، وَأَنَا أُثَبِّتُ كُرْسِيَّ مَمْلَكَتِهِ إِلَى الأَبَدِ." (صموئيل (٢) ٧/ ١٢ - ١٣).
٣ - وأيضًا تذكر التوراة أن الله وعد نبوخذ نصر الوثني وعدًا لم ينجز فهو من الأغلاط ولا ريب، فقد وعده أن يملكه على مدينة صور، ثم لم يتحقق له ذلك، فوعده بأرض مصر، ولم يتحقق ذلك أيضًا، فدل ذلك على أن هذا الوعد ليس من الله، لأن الله قادر على إنجاز وعده، فقد جاء في سفر حزقيال "لأَنَّهُ هكَذَا قَال السَّيِّدُ الرَّبُّ: هأَنَذَا أَجْلِبُ عَلَى