ينادي دائمًا المعترضون على شريعة الإسلام بوجوب عمل المرأة خارج بيتها، ويزعمون أن الإسلام سلبها حريتها حيث حرمها من هذا الأمر، ويستدلون على ذلك بالآتي:
١ - إنَّ الغرب وهو أكثر منا تقدمًا ورقيًا في مضمار الحضارة قد سبقنا إلى تشغيل المرأة، فإذا أردنا الرقي مثله فلنحذُ حذوه في كل شيء، فإن الحضارة لا تتجزأ.
٢ - إن المرأة نصف المجتمع، وإبقاؤها في البيت بلا عمل تعطيل لهذا النصف، وضرر على الاقتصاد القومي، فمصلحة المجتمع تقضي بعمل المرأة.
٣ - ومصلحة الأُسرة كذلك تقضي بعملها، فإنَّ تكاليف الحياة قد تزايدت في هذا العصر، وعمل المرأة يزيد من دخل الأُسرة، ويعاون الرجل على أعباء المعيشة، وخصوصًا في البيئات المحدودة الدخل.
٤ - ومصلحة المرأة نفسها تدعو إلى العمل، فإنَّ الاحتكاك بالناس، وبالحياة وبالمجتمع خارج البيت يصقل شخصيتها، ويمدها بخبرات وتجارب، ما كان لها أن تحصل عليها داخل الجدران الأربعة.
٥ - كما أنَّ العمل سلاح في يدها ضد عوادي الزمن فقد يموت أبوها أو يُطلقِّها زوجها، أو يهملها أولادها، فلا تذلها الفاقة والحاجة، ولا سيما في زمن غلبت فيه الأنانية، وشاع فيه العقوق، وقطيعة الأرحام، وقول كل امرئ: نفسي نفسي.
٦ - إن اشتغال المرأة يزيد في الثروة القومية للبلاد، ومن ثمَّ تخسر البلاد كثيرًا بقصر عمل المرأة على أعمال البيت، عدا ما فيه من تعويد على الكسل وقتل وقتها بما لا يفيد، ويتندر بعضهم بسمن النساء في بلادنا سمنًا لا يوجد مثيله في البلاد الغربية التي يشتغل فيها نساؤها.