للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الثاني عشر: الخطأ في ذكر وادي لا يعرفه التاريخ]

موضع الخطأ: ما جاء في التوراة -في سفر يوئيل- من أن الرب بعد أن يرد سبي يهوذا، سوف يجمع كل الأمم في (وادي يهوشافاط (١) لمحاكمتهم على ما فعلوه بإسرائيل (يوئيل/ ٣: ١ - ٣)

لأن من يمس إسرائيل، إنما يمس حدقة عين رب الجنود (زكريا/ ٢: ٨)، أو -كما يرى الأستاذ حبيب سعد- أن هناك حربًا عظمى سوف تنشب، تتجمع فيها كل شعوب الأرض للهجوم على أورشليم ولكن الله يتدخل ويهزم هذه الشعوب في وادي (يهوشافاط).

بيانه: وفي الحقيقة أن التاريخ لا يذكر واديًا باسم وادي (يهوشافاط) ومن هنا تسقط قيمة النص تاريخيًا، أو على الأقل، أن ما جاء به لا يعدو أن يكون مجرد أسطورة.

ويبدو أن ميل رواة أسفار الكتاب المقدس إلى الأسطورة لم يقتصر -كما يقول أستاذنا الدكتور حسن ظاظا- على ما يتعلق بهم وحدهم، بل تعدى ذلك إلى أصل السكان في فلسطين، فجعلوا لهم أممًا بائدة تصوروا أنهم كانوا عمالقة ومردة، وأنهم كانوا شعوبًا وقبائل لها أسماء تميزها، ذكروا منها: (النفليم) و (الإيميم) و (الرفائيم) و (الزوزيم) وو (الزمزميم) و (العناقيم).

ويلاحظ (أرنست رينان) أن هذه الظاهرة إنما كانت فاشية في طفولة جميع الشعوب المستقرة المتحضرة، إذ تتخيل الإنسانية الهمجية الأولى على شكل بشر لهم أجساد خرافية في الطول والعرض، ولهم قوة وبأس على مستوى الخرافات والأساطير. (٢)

[الثالث عشر: الخطأ في تفسير اختلاف اللغات والأجناس]

موضع الخطأ وبيانه: تلك الأساطير التي جاءت في سفر التكوين بشأن قصة حصن بابل (التكوين/ ١١: ١ - ٩)، وكيف قدمت التوراة فيها تفسيرًا ساذجًا غير علمي


(١) لا يعرف أحد موضع (وادي يهو شافط) ثم ظهر في القرن الرابع رأي بأنه وادي قدرون شرقي أورشليم، مقابل جبل الزيتون غربًا أو وادي الربابة جنوبي المدينة. (قاموس الكتاب المقدس ٢/ ١٠٩٥).
(٢) بنو إسرائيل الحضارة والتلمود والتوراة ٢٣٨ - ٢٤٠

<<  <  ج: ص:  >  >>