للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[- لا مانع أن يتقدم العبد على الحر في بعض الأشياء]

فيما يفضله فيه من شئون الدين والدنيا، وقد صحت إمامته في الصلاة، وكان لعائشة أم المؤمنين عبد يؤمها في الصلاة، بل لقد أُمِر المسلمون بالسمع والطاعة إذا ملك أمورهم عبدٌ!

- ولقد تزوج زيد بزينب بنت جحش، وجاء اسم زيد في القرآن صراحة كما في سورة الأحزاب: (٣٧) {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا}، ومنه: تأمير أسامة على الجيش.

- تحريم إطلاق لفظة العبد أو الأمة على الرقيق فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-:

قال تعالى: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ} (سورة الأحزاب: ٥).

{ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} أي ادعوا الأدعياء -أي الذين جعلتموهم أبناءً لكم بالتبني- لآبائهم أي: انسبوهم لهم يا فلان بن فلان. فإِن دعوتهم إلى آبائهم أقسط وأعدل في حكم اللَّه وشرعه. {فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ} فادعوهم باسم الإِخوة الإِسلامية فقولوا: هذا أخي في الإِسلام. {وَمَوَالِيكُمْ} أي بنو عمكم فادعوهم بذلك فقولوا: يا بن عمي وإن كان الدعي ممن حررتموه فقولوا له مولاي (١).

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي اللَّه عنه-: أَنَّ رَسُولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قَالَ: "لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ عَبْدِي وَأَمَتِي كُلُّكُمْ عَبِيدُ اللَّه وَكُلُّ نِسَائِكُمْ إِمَاءُ اللَّه، وَلَكِنْ لِيَقُلْ غُلَامِي وَجَارِيَتِي وَفَتَايَ وَفَتَاتِي" (٢).

وكان من نتيجة معاملة المسلمين للأرقاء هذه المعاملة، اندماج الأرقاء في الأسر الإسلامية إخوة متحابين، حتى كأنهم بعض أفرادها.

- ضمان الغذاء والكساء مثل أوليائهم:


(١) أيسر التفاسير للجزائري (٣/ ٢٧٢).
(٢) أخرجه مسلم (٤١٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>