للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - إعجاز القرآن للفطرة اللغوية عند العرب. فتعدد مناحي التأليف الصوتي للقرآن تعددًا يكافئ الفروع اللسانية التي عليها فطرة اللغة في العرب حتى يستطيع كل عربي أن يوقع بأحرفه وكلماته على لحنه الفطري ولهجة قومه مع بقاء الإعجاز الذي تحدى به الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ومع اليأس من معارضته لا يكون إعجازًا للسان دون آخر، وإنما يكون إعجازًا للفطرة اللغوية عند العرب.

٣ - إعجاز القرآن في معانيه وأحكامه. فإن تقلب الصور اللفظية في بعض الأحرف والكلمات يتهيأ معه استنباط الأحكام التي تجعل القرآن ملائمًا لكل عصر (١).

٤ - الأحرف السبعة من خصائص القرآن الكريم.

قال الطبري: وذلك أنّ كل كتاب تقدَّم كتابَنا نزولُه على نبيّ من أنبياء الله صلوات الله وسلامه عليهم، فإنما نزل بلسان واحد، متى حُوِّل إلى غير اللسان الذي نزل به، كان ذلك له ترجمة وتفسيرًا لا تلاوةً له على ما أنزلهُ الله، وأنزل كتابنا بألسُن سبعة، بأيِّ تلك الألسن السَّبعة تلاه التالي، كان لهُ تاليًا على ما أنزله الله لا مترجِمًا ولا مفسِّرًا (٢).

[٤ - هل المصاحف العثمانية مشتملة على الأحرف السبعة أم لا؟]

لقد اختلف العلماء في المسألة، وذهبوا فيها إلى ثلاثة أقوال:

القول الأول: بقي من الأحرف السبعة ما يحتمله رسم المصحف.

قال ابن الجزري: وذهب جماهير العلماء من السلف والخلف وأئمة المسلمين إلى أن هذه المصاحف العثمانية مشتملة على ما يحتمله رسمها من الأحرف السبعة فقط، جامعة للعرضة الأخيرة التي عرضها النبي - صلى الله عليه وسلم - على جبرائيل - عليه السلام -، متضمنة لها لم تترك حرفًا منها (٣).


(١) مباحث في علوم القرآن/ مناع القطان (١٦٠، ١٦١)، وانظر: مناهل العرفان (١/ ١٢٣، ١٢٤، ١٢٥).
(٢) تفسير الطبري (١/ ٣٠).
(٣) النشر في القراءات العشر (١/ ٣١)، ومناهل العرفان (١/ ١٤٢)، والمصحف الشريف - أبحاث في تاريخه وأحكامه - للشيخ عبد الفتاح القاضي (٧٩)، ودراسات في علوم القرآن د/ فهد الرومي (٣٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>