للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طريق عقيل أبو نعيم في مستخرجه من طريق أبي زرعة الرازي عن يحيى بن بكير شيخ البخاري فيه في أول الكتاب بدونها، وأخرجه مقرونًا هنا برواية معمر وبين أن اللفظ لمعمر وكذلك صرح الإسماعيلي أن الزيادة في رواية معمر، وأخرجه البخاري ومسلم والإسماعيلي وغيرهم وأبو نعيم أيضًا من طريق جمع من أصحاب الليث عن الليث بدونها، ثم إن القائل فيما بلغنا هو الزهري، ومعنى الكلام أن في جملة ما وصل إلينا من خبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذه القصة وهو من بلاغات الزهري وليس موصولًا، وقال الكرماني: هذا هو الظاهر ويحتمل أن يكون بلغه الإسناد المذكور، ووقع عند ابن مردويه في التفسير من طريق محمد بن كثير عن معمر بإسقاط قوله: "فيما بلغنا" ولفظة: "فترة حزن النبي - صلى الله عليه وسلم - منها حزنًا غدا منه" إلى آخره فصار كله مدرجا على رواية الزهري وعن عروة عن عائشة، والأول هو المعتمد.

فليس الاقتصار على رواية معمر فقط في إيراد القصة ولكنها وقعت في رواية يونس وعقيل كما أشرنا.

وقوله: "مكث أيامًا بعد مجيء الوحي لا يرى جبريل فحزن حزنًا شديدًا حتى كاد يغدو إلى ثبير مرّة وإلى حراء أخرى يريد أن يلقي نفسه فبينا هو كذلك عامدا لبعض تلك الجبال إذ سمع صوتًا فوقف فزعًا ثم رفع رأسه فإذا جبريل على كرسي بين السماء والأرض متربعًا يقول يا محمد أنت رسول الله حقًّا وأنا جبريل، فانصرف وقد أقر الله عينه وانبسط جأشه ثم تتابع الوحي "فيستفاد من هذه الرواية تسمية بعض الجبال التي أبهمت في رواية الزهري وتقليل مدة الفترة والله أعلم، وقد تقدم في تفسير سورة الضحى شيء يتعلق بفترة الوحي.

[نص الرواية الثانية في قصة فتور الوحي]

قال ابن سعد في طبقاته (١/ ١٩٦): أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني إبراهيم بن محمد بن أبي موسى عن داود بن الحصين عن أبي غطفان بن طريف عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما نزل عليه الوحي بحراء مكث أيامًا لا يرى جبريل، فحزن حزنًا شديدًا

<<  <  ج: ص:  >  >>