(٢) أخرجه أبو داود (٢٣٨٧)، ومن طريقه البيهقي ٤/ ٢٣١، وأخرجه بن عدي في الكامل (١/ ٤٢٤) كلاهما من طريق نصر بن علي عن أبي أحمد يعني الزبيري عن إسرائيل عن أبي العنبس عن الأغر عن أبي هريرة به. وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات خلا أبي العنبس واسمه الحارث بن عبيد بن كعب جد يونس بن بكير لأمه. ذكره ابن حبان في الثقات (٨/ ١٨١) وقال: يعتبر حديثه إذا روى عن الثقات المشاهير، وترجم له البخاري في التاريخ الكبير (٢/ ٢٧٨)، وابن سعد في الطبقات الكبرى (٦/ ٣٥٧)، وأحمد في الأسامي والكنى (١٣١)، والذهبي في الميزان (٤/ ٥٥٩)، وسماه الحارث، وقال ابن معين في رواية الدارمي (٩١٦): ثقة، وقال في رواية الدوري (٢٤٠٣): أبو العنبس الذي يروى عنه شعبة ومسعر لا أعرف اسمه. وهو هو، وقال الحافظ في التقريب (٨٢٨٣): مقبول من السادسة. فلو أخذنا بتوثيق ابن معين في رواية الدارمي على اعتبار أنه عرفه بعد أن كان لايعرفه كان الإسناد صحيحًا، وقال الألباني: حسن صحيح. ويشهد له: ما أخرجه الخطيب من طريق ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن قيصر التجيبي، عن عبد الله بن عمرو ابن العاص، قال: كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فجاء شاب، فقال يا رسول الله: أقبل وأنا صائم؟ قال: "لا"، فجاء شيخ فقال: أقبل وأنا صائم؟ قال: "نعم"، فنظر بعضنا إلى بعض، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قد علمت نظر بعضكم إلى بعض: إن الشيخ يملك نفسه" الفقيه والتفقه ٣/ ٣٠٤. هاسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، وحديثه يعتبر به. ويشهد له كذلك ما أخرجه البيهقي في الكبرى (٤/ ٢٣٢) قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا العباس بن محمد الدوري، ثنا سهل بن محمد بن الزبير العسكري، ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، حدثني أبان البجلي، عن أبي بكر بن حفص عن عائشة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رخص في القبلة للشيخ وهو صائم ونهى عنها الشاب وقال الشيخ يملك إربه والشاب يفسد صومه اهـ. وهذا إسناد مرسل لأن أبا بكر بن حفص لم يسمع من عائشة كما نص عليه العلائي في جامع التحصيل (٩٣٤).