للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قط، ولا لشيء لم أفعله لم لم تفعله قط؛ ورجع قومه وبقي هو عند رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فأخذ بيده وأعلن تبنيه على ما كان معهودا قبل البعثة (١).

يقول جوستاف لوبون: الذي أراه صادقًا هو أن الرق عند المسلمين خير منه عند غيرهم، وأن حال الأرقاء في الشرق أفضل من حال الخدم في أوروبا، وأن الأرقاء في الشرق يكونون جزءًا من الأسرة. . . وأن الموالي الذين يرغبون في التحرر ينالونه بإبداء رغبتهم. . ومع هذا لا يلجئون إلى استعمال هذا الحق. (٢)

[الوجه الرابع: انتشار الرق بكثرة قبل ظهور الإسلام، والأسباب المتعددة لهذا الانتشار.]

في جزيرة العرب؛ فهناك طائفة لأسماء نصرانية خالصة تسمى بها نفر من الجاهلين قبل الإسلام، ومن بين هذه الأسماء ما كانت خاصة بطبقة الموالي الذين جلبوا من الخارج، وبيعوا في أسواق النخاسة، فحافظوا على أسمائهم القديمة التي تشير إلى أصولهم في النصرانية. (٣)

وفي غير الجزيرة العربية: نرى أن الإسلام أول دين شرّع العتق. لقد حث على تحرير العبيد ولم يشرع الرق، لأن هذا كان موجودًا منذ أقدم العصور. (٤)

فلقد جاء الإسلام والرق موجود ومنتشر وأسبابه متعددة، والإسلام لم يختص بالرق، ولم يُوجِدْه بداية، بل كان الرق منتشرًا في جميع أقطار الأرض قبل الإسلام؛ فالرق نظام قديم قدم المظالم والاستعباد والطبقية والاستغلال والحروب في تاريخ الإنسان، وكان له أسباب لديهم:

[* فأسباب الاستعباد متعددة]

١ - أمر مقرّ به في الحروب: بصرف النظر عن حظها من الشرعية والمشروعية، فالأسرى يتحولون إلى أرقاء، والنساء يتحولن إلى سبايا وإماء. (٥)


(١) انظر التاريخ الكبير (٣/ ٣٧٩).
(٢) حضارة العرب (٤٥٩ - ٤٦٠).
(٣) المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام (١/ ٣٨٥٠).
(٤) تفسير القطان (١/ ٩٥).
(٥) جاء في الموسوعة التاريخية المسماة تاريخ العالم: (٢٢٧٣) ما ترجمته: وفي سنة ٥٩٩ رفض الإمبراطور (الروماني) موريس -بسبب رغبته في الاقتصاد- أن يفتدي بضع ألوف من الأسرى وقعوا في يد الآوار، فقتلهم خان الآوار عن بكرة أبيهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>