للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليدين الأحياء والأموات الذي ليس لملكه انقضاء". (١)

[(٢) أما بالنسبة لآريوس الذي انعقد المجمع من أجله فقد أصدر المجمع قرارين بشأنه]

أ - أقر المجمع بحرم آريوس وتجريم بدعته ونفيه.

ب - حرق كتب آريوس ومنعها عن الناس، وقرر عقوبة الخيانة العظمى على كل من توجد معه تلك الكتابات. (٢)

(٣) قرر المجمع أيضًا حرمان كل من يقول بآراء آريوس، أو يخرج في آرائه وعقائده عن آراء هذا المجمع. (٣)

(٤) تم الفصل في هذا المجمع في بعض مشاكل المسيحيين، ووضع عشرين قانونا تتضمن بعض النظم الكنسية والأحكام الخاصة برجال الإكليروس. (٤)

تعقيب على هذا المجمع:

١ - أول ما يلاحظ على هذا المجمع أن العدد الذي قرر ألوهية المسيح كان ثمانية عشر وثلاثمائة أسقف، فما هي آراء الباقين؟ ولماذا أهملت كل هذا الإهمال؟ . . .، ولماذا يؤخذ برأي هؤلاء مع أن العدد الأكبر كان مع آريوس.

ويظهر أن عصا السلطان ورهبة الملك كان لهما دخل في تكوين رأي الذين رأوا ألوهية المسيح.

٢ - أن المجمع فرض نفسه حكومة وجماعة كهنوتية تلقي على الناس أوامر الدين وعليهم أن يطيعوا راغبين أو كارهين، وقرر أن تعاليم الدين لا يتلقونها من كتب المسيحية رأسا، بل لابد من تلقيها من أفواه العلماء ورجال الكهنوت.

٣ - أن المجمع أمر بتحريق الكتب التي تخالف رأيه، وتتبعها في كل مكان، وحث الناس على تحريم قراءتها، فهو بهذا يمنع أن يصل إلى الناس علم بأي أمر من الأمور التي تخالف رأيه، وهو بهذا يحاول التحكم في القلوب، والسيطرة على النفوس بحملها على قراءة ما وافق رأيه، ومنعها منعا باتا أن تقرأ غيره، ويسد عليها منافذ النور والاهتداء إلى


(١) تاريخ الفكر المسيحي (١/ ٦٣١)، عصر المجامع (٦٤ - ٦٥).
(٢) تاريخ الأقباط (١/ ١٥٧ - ١٥٨)، فجر المسيحية (١٥١).
(٣) تاريخ الفكر المسيحي ما بين الإسكندرية وروما وبيزنطة، الأنبا غريغوريوس (٨).
(٤) مجموعة الشرع الكنسي (٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>