للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شديد الخضوع للرومان ومع ذلك كان يسترضي اليهود؛ فبنى لهم هيكلًا على نسق هيكل سليمان، لكنهم ظلوا على كراهيتهم له؛ لأنه ليس من أصل يهودي صرف، فأذاقهم سوء العذاب.

وفي سنة ٢٦ م عين الإمبر اطور الروماني طيباروس حاكما على اليهودية اسمه (بيلاطوس بونتيوس)، وفي عهده طلب كهنة اليهود صلب المسيح عليه السلام لكن هموا بما لم ينالوا.

وفي عام ٧٠ م حاصر الرومان القدس، وأذاقوا اليهود فيها أشد ألوان العذاب، ولما اندلعت الثورة الثانية في عام ١٣٠ - ١٣٥ م وقضى عليها الإمبراطور الروماني (أدريانوس) أزال معالم المدينة والهيكل تماما، فحرث الأرض وزرعها، ولاحق اليهود بشدة للتخلص منهم نهائيًا، ثم أقام مكان الهيكل، هيكلًا وثنيا باسم (جوبيتار) رب الآلهة عند الرومان.

وهكذا أبيد معظم اليهود، ولم يبق منهم إلا عدد قليل، تشردوا في الأرض، وهاموا على وجوههم في كل مكان.

وخلاصة القول: -

أن اليهود تعرضوا للاضطهاد في كل مكان حلوا فيه، وفي ظل حكم أي دولة حكموا بها، فأي توراة تبقى بعد كل هذا الاضطهاد والتشريد والتدمير والحرق.

وحتى ما كتبه عزرا وغيره هل يبقى سليمًا بعد كل هذا أيضًا؟ .

ثم هل قام الدليل على عصمة عزرا ومن ساعده؟ أو أن هذه النصوص المجموعة هي من عين التوراة التي أنزلها الله على موسى؟ ثم إن كان الكاتب هو عزرا فعلًا، فأين السند المتصل الذي يثبت ذلك بدون أدنى شك أو تخمين؟ أو حتى شبهة السند الذي يتميز به المسلمون ولا يعرفه أهل الكتاب لكتبهم؟ . (١)

ثانيًا: إبطال نسبة الأسفار الخمسة إلى موسى عليه السلام

يزعم اليهود والنصارى أن موسى عليه السلام كتب الأسفار الخمسة، يقول القس سويجارت في مناظرته التلفزيونية للعلامة ديدات: "ونحن نعتقد أن موسى كتب ما يسمى بالأسفار الخمسة، تلك الكتب الخمسة الأولى باستثناء الترانيم القليلة، وسفر التثنية، وربما يكون قد


(١) الكتب المقدسة في ميزان التوثيق (٧٤ - ٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>