للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعد رفع المسيح، والنصارى يعتبرون هؤلاء المؤلفين الثمانية بشرًا ملهمين، كتبوا ما أملاه عليهم روح القدس وفق أسلوبهم، وقد ثبت لدينا عدم إلهامية كتبة العهد الجديد فيما سبق. (١)

ولكن هل تصح نسبة الكتب إلى هؤلاء الثمانية؟ وبالذات إلى متى ويوحنا وبطرس الذين يفترض أنهم من أخص تلاميذ المسيح؟ أم أن النسبة هي أيضًا محرفة؟ وهل من الممكن أن يصدر هذا الكلام - الذي في العهد الجديد - من حواري المسيح الذين رباهم طوال سني رسالته، وذكرهم القرآن بالثناء الحسن؟

إن تأمل المحققين في كتابات العهد الجديد، جعلهم يرون أن هذه الأسفار لا يمكن أن تصدر عن تلاميذ المسيح المؤمنين، فاهتموا لذلك بدراسة وتوثيق نسبة هذه الأسفار إليهم.

ولن نتوقف طويلًا مع توثيق نسبة بعض الأسفار، لأن كتبتها ليسوا من تلاميذ المسيح، وعليه فلا يهمنا إن كان كاتب إنجيلي مرقس ولوقا هما مرقس ولوقا أو أيًا من النصارى الذين عاشوا في نهاية القرن الميلادي الأول، إذ أي من هؤلاء ليس بمعصوم ولا ملهم ولا يملك ثناء واحدًا من المسيح - عليه السلام -، ومثله نصنع في رسائل بولس عدو المسيح الذي ادعى الرسالة والعصمة، وهو لم يلق المسيح البتة. (٢)

أولًا: إنجيل متى

[١ - التعريف بالإنجيل]

وهو أول إنجيل يطالعك وأنت تقرأ في الكتاب المقدس، ويتكون هذا الإنجيل من ثمانية وعشرين إصحاحًا تحكي عن حياة المسيح ومواعظه من الميلاد وحتى الصعود إلى السماء.

وتنسبه الكنيسة إلى الحواري متّى أحد التلاميذ الاثني عشر الذين اصطفاهم المسيح، وتزعم أن هذا الكتاب قد ألهمه من الروح القدس. وترجح المصادر أن متى كتب إنجيله لأهل فلسطين، أي لليهود المتنصرين، وتختلف المصادر اختلافًا كبيرًا في تحديد تاريخ


(١) هل العهد الجديد كلمة الله؟ (٤٧)، وانظر: المسيحية ... دراسة وتحليل، ساجد مير (١٩٢)، خبايا الكتاب المقدس، مجدي قاسم (٦١ - ٦٨).
(٢) هل العهد الجديد كلمة الله؟ (٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>