للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلا يبقى حي إلا اللَّه عزَّ وجلَّ (١).

قال البيضاوي: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ} لقيام الساعة {فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ} تنفعهم، وهو لا يناقض قوله: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (٢٧)} لأنه عند النفخة وذلك بعد المحاسبة أو دخول أهل الجنة الجنة والنار النار (٢).

ثالثًا: لكل مقدار يوم من الأيام لونًا من الألوان:

أخرج الحاكم وصححه من طريق عكرمة قال: سأل نافع بن الأزرق فقال له ابن عباس: أليس قال اللَّه تعالى: {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} (الحج: ٤٧)، قال: بلى. قال: وإن لكل مقدار يوم من الأيام لونًا من الألوان (٣).

رابعًا: وذلك كله أنها أيام كثيرة:

أخرج عبد بن حميد عن عكرمة أنه سئل عن قوله: {يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} قال: ألا أخبركم بأشد مما تسألون عنه؟ قال ابن عباس وذكر: {فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ (٣٩)} (الرحمن: ٣٩)، {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٩٢)} (الحجر: ٩٢)، {هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ (٣٥) قال ابن عباس: إنها أيام كثيرة في يوم واحد فيصنع اللَّه فيها ما يشاء، فمنها يوم لا ينطقون، ومنها يوم عبوسًا قمطريرًا (٤).

خامسًا: إن الأمر يختلف من إنسان لآخر.

فهناك من الناس من إذا خرج من قبره إلى أرض المحشر فهو يظل لا ينطق ولا يتكلم، ثم يفاجأ بأن هناك لهب من النار يتخطفه من بين الناس: عن أبي عبد اللَّه الجدلي قال: أتيت بيت المقدس فإذا عبادة بن الصامت، وعبد اللَّه بن عمرو، وكعب الأحبار يتحدثون في بيت


(١) الدر المنثور ٦/ ١١٦؛ قوله: {فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ}.
(٢) في تفسيره ١/ ١٦٨؛ قوله: {فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ}.
(٣) الدر المنثور ٦/ ١١٦؛ قوله: {فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ}.
(٤) الدر المنثور ٦/ ١١٦؛ قوله: {فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ}.

<<  <  ج: ص:  >  >>