للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مالًا؛ ولا سيما الأنبياء - عليهم السلام - فإنهم كانوا أزهد شيء في الدنيا (١).

[الوجه الرابع: الأنبياء لا يورثون.]

قد ثبت في الصحيحين من غير وجه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا نورث ما تركنا صدقة"، وفي رواية عند الترمذي بإسناد صحيح: "نحن معشر الأنبياء لا نورث" وعلى هذا فتعين حمل قوله: {فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (٥) يَرِثُنِي} على ميراث النبوة، ولهذا قال: {وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا} كقوله: {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ} أي: في النبوة، إذ لو كان في المال لما خصه من بين إخوته بذلك، ولما كان في الإخبار بذلك كبير فائدة؛ إذ من المعلوم المستقر في جميع الشرائع والملل أن الولد يرث أباه، فلولا أنها وراثة خاصة لما أخبر بها، وكل هذا يقرره ويثبته ما صح في الحديث: "نحن معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركنا فهو صدقة" (٢).

* * *


(١) تفسير ابن كثير (٩/ ٢١٦: ٢١٥)، وانظر تفسير القرطبي (١١/ ٨٣).
(٢) أضواء البيان (٤/ ٢٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>