الوجه الأول: الأصل أن دخول الجنة فضل من الله، والعمل سبب موصل إليها.
الوجه الثاني: الأعمال الصالحة فضل من الله وهي سبب لدخول الجنة ثم الدخول يكون فضلًا من الله.
الوجة الثالث: اعتقاد المسلمين في دخول الجنة لا تعلق له بعقيدة الفداء الباطلة عند النصارى.
وإليك التفصيل
[الوجه الأول: الأصل أن دخول الجنة فضل من الله والعمل سبب موصل إليها.]
إن الله تعالى قد خلق الإنسان، وجعل له السمع والبصر، وخلق له العقل يميز به بين الحق والباطل، وأعطاه الرزق والقدرة على العبادة، وعلى التفكير في آلاء الله تعالى، فمن صاحب الفضل عليه؟
الله تعالى هو صاحب الفضل أولًا وآخرًا، فلو جازى الله تعالى العبد على عبادته مقابل نعمة من هذه النعم مثل نعمة البصر، فهل يستطيع الإنسان أن يكافئ ربه بهذه النعمة ولو ظل ساجدا العمر كله؟ ! ! بالبديهي: الجواب لا يستطيع. فكيف بسائر النعم الأخرى؟ ! ! {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (٣٧)} [ق: ٣٧]
إذًا فالعبد يحتاج إلى أعمار فوق عمره حتى يكافئ الله تعالى على نعمه ويبلغ شكره، فلو فرضنا أن عبادته مقابل نعمة البصر، فأين مقابل النعم الأخرى؟ .
وفي هذه الحالة ليس له رصيد يدخل به الجنة. فعندما يَعِدُ الله تعالى من آمن وعمل صالحا بدخول الجنة؟ إنما هذا من رحمته سبحانه وتعالى وكرمه ومنه. وليس مقابل عمله.
وبذلك يكون قد فسر حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا يدخل أحد الجنة بعمله، قالوا: ولا أنت