للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرسول، أحد تلاميذ المسيح، والذي منحه السيد المسيح -بزعمهم- مفاتيح السماء والأرض، بمعنى أن كل ما يربطه على الأرض فهو مربوط في السماء، وكل ما حله على الأرض يكون أيضًا محلولا في السماء.

ولما ضيقت البروتستانية من نفوذ البابا في روما، وحدت من سلطته، اضطر بابا روما إلى تأكيد هذا السر بعقد مجمع مسكوني كاثوليكي في روما عام ١٨٦٩ م فتأكد في ذلك المجمع تمتع البابا في روما بالعصمة واستحالة ارتكابه الإثم، فواعجبي! ! (١)

[الخلاصة]

يقول ول ديورانت: "إن المسيحية لم تقض على الوثنية بل تبنتها، ذلك أن العقل اليوناني المحتضر عاد إلى الحياة في صورة جديدة في لاهوت الكنيسة وطقوسها، وأصبحت اللغة اليونانية التي ظلت قرونا عدة صاحبة السلطان على السياسة أداة الآداب والطقوس المسيحية، وانتقلت الطقوس اليونانية الخفية إلى طقوس القداس الخفية الرهيبة، وساعدت عدة مظاهر أخرى من الثقافة اليونانية على أحداث هذه النتيجة المتناقضة الأطراف، فجاءت من مصر لآراء الثالوث المقدس، ويوم الحساب وأبدية الثواب والعقاب، وخلود الإنسان في هذا أو ذاك، ومنها جائت عبادة أم الطفل، والاتصال الصوفي بالله، ذلك الاتصال الذي أوجد الأفلاطونية الحديثة، واللإدرية، وطمس معالم العقيدة المسيحية" (٢).

ومن هنا نستطيع أن نقول إن أمر العقائد المسيحية وشعائرها، واستمدادها من الديانات الوثنية السابقة والمعاصرة لها، ليس بخاف على الكهنة المسيحيين الذين يقودون شعب الكنيسة في أنحاء الأرض، ومما يؤكد هذا النظر أن الأستاذ محمد فؤاد الهاشمي، كان قسيسا فأسلم، يقول "إن المسيحية في أصلها دين روحي سماوي، جاء به المسيح من عند الله، ولكن الكهنة في كل زمان ومكان يحتكرون الأسرار لأنفسهم تلك الأسرار التي لو كشفنا عنها، لتبين أنهم يعرفون الحق ويحيدون عنه، وإنه ليمنعني من الدخول في أسرار


(١) النصرانية والإسلام، محمد عزت الطهطاوي (٦٨).
(٢) قصة الحضارة (٣/ ٢٧٥، ٢٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>