للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧ - هن اللواتي كن على عهد (تُبع) يفعلن السحاق. (١)

وملخص أصحاب الرس أنهم قوم أهلكهم الله تعالى بتكذيب من أرسل إليهم، وأن الله أهلكهم بسبب كفرهم. (٢)

وقد اختار ابن جرير الطبري أنهم أصحاب الأخدود حيث قال: والصواب من القول في ذلك، قول من قال: هم قوم كانوا على بئر، وذلك أن الرّسّ في كلام العرب: كلّ محفور مثل البئر والقبر ونحو ذلك، ولا أعلم قومًا كانت لهم قصة بسبب حفرة، ذكرهم الله في كتابه إلا أصحاب الأخدود، فإن يكونوا هم المعنيين بقوله: {وَأَصْحَابُ الرَّسِّ} فإنا سنذكر خبرهم إن شاء الله إذا انتهينا إلى سورة البروج، وإن يكونوا غيرهم فلا نعرف لهم خبرا؛ إلا ما جاء من جملة الخبر عنهم أنهم قوم رَسوا نبيهم في حفرة". (٣)

قال ابن كثير: وقد اختار ابن جرير أنهم أصحاب الأخدود وهو ضعيف؛ وذلك لأن أصحاب الرس في خبرهم ما يدل على أنهم أهلكوا ودمروا وتبروا وهو الهلاك، وأما أصحاب الأخدود حيث توعدهم بالعذاب في الآخرة إن لم يتوبوا ولم يذكر هلاكهم، وقد صرح بهلاك أصحاب الرس. (٤)

[الوجه الثالث: القصة في القرآن وأهميتها.]

وفي هذا الوجه نذكر صفة القصص في القرآن، وأقسامه، وأهميته.

أولًا: صفة القصص في القرآن:

١ - أصدق القصص كما قال تعالى: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا} [النساء: ٨٧]، وذلك لتمام مطابقتها للواقع.

٢ - أحسن القصص كما قال تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} [يوسف: ٣]، وذلك لاشتمالها على أعلى درجات الكمال في البلاغة وجلال المعنى.


(١) النكت والعيون (٤/ ١٤٥ - ١٤٦)، وزاد المسير (٦/ ٩٠)، والرازي (٢٤/ ٨٢).
(٢) الرازي (٢٤/ ٨٣)، وروح المعاني (١٩/ ٢٠).
(٣) جامع البيان (١٩/ ١٤).
(٤) قصص الأنبياء (١/ ٣٧٥) بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>