للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى الشام، إن اليهود حُسَّدٌ، وإني أخشاهم عليه، قال: ما أنت تقول ذاك، ولكن الله يقول، فرده، قال: اللهم إني أستودعك محمدًا، ثم إنه مات (١).

[رواية: عبد الله عن عبد الله بن محمد بن عقيل]

عن عبد الله بن جعفر الرقي قال: أنبأنا أبو المليح عن عبد الله عن عبد الله بن محمد بن عقيل قال: أراد أبو طالب المسير إلى الشام فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أي عم إلى من تخلفني ها هنا فما لي أم تكفلني ولا أحد يؤويني؟ قال: فرَقَّ له ثم أردفه خلفه فخرج به فنزلوا على صاحب دير، فقال صاحب الدير: ما هذا الغلام منك؟ قال: ابني. قال: ما هو بابنك ولا ينبغي أن يكون له أب حي قال: ولم؟ قال: لأن وجهه وجه نبي، وعينه عين نبي. قال: وما النبي؟ قال: الذي يوحى إليه من السماء فينبئ به أهل الأرض. قال: الله أجل مما تقول. قال: فاتق عليه اليهود. قال: ثم خرج حتى نزل براهب أيضًا صاحب دير. فقال: ما هذا الغلام منك؟ قال: ابني. قال: ما هو ابنك وما ينبغي أن يكون له أب حي. قال: ولم ذاك؟ قال: لأن وجهه وجه نبي، وعينه عين نبي. قال: سبحان الله! الله أجل مما تقول، وقال يا ابن أخي ألا تسمع ما يقول. قال: أي عم لا تنكر لله قدره". (٢)

رواية: داود بن الحصين:


(١) منقطع. أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (١/ ١٢٠)، وابن عساكر في تاريخه (٣/ ٩)، قلت: وأبو مجلز لم يدرك القصة فهي معضلة.
قال الألباني: وهذا إسناد مرسل صحيح؛ فإن أبا مجلز واسمه لاحق بن حميد تابعي ثقة، جليل، احتج به الشيخان في صحيحيهما، وبقية أصحاب الكتب الستة، وأخذ الحديث عن جماعة من الصحابة منهم: عمران بن حصين، وأم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأنس، وجندب بن عبد الله، وغيرهم، ومن بينه وبين ابن سعد كلهم عدول ثقات، احتج بهم مسلم في صحيحه. دفاع عن الحديث النبوى (٦٢ - ٧٢).
(٢) ضعيف معضل. أخرجه ابن سعد في الطبقات ١/ ١٥٣، وابن عساكر (في تاريخ دمشق ٣/ ٤٣٥).
قلت: وهو كسابقه من المعضلات، وابن عقيل ضعيف الرواية، وقد أرسلها هنا. قال ابن حجر: صدوق في حديثه لين، ويقال تغير بآخره، ضعفه أحمد، وابن معين، وابن عيينة، وابن المديني، وابن خزيمة، ذكره محمد بن سعد في الطبقة الرابعة من أهل المدينة، وأرّخ ابن قانع وفاته سنة اثنتين وأربعين ومئة.

<<  <  ج: ص:  >  >>