للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (٨٨)} (الكهف: ٨٦ - ٨٨)، وقال تعالى: {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَال يَاأَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (١٦)} [النمل: ١٦].

فالضمائر في: (فخشينا) و (فأردنا) و (نعذبه) و (سنقول) و (أمرنا) و (علمنا) و (أوتينا) ضمائر جمع تدل على واحد وليس على اثنين أو ثلاثة أو أكثر.

٤ - من العجيب أن عبد المسيح الكندي نفسه استخدم ضمير الجمع للدلالة على المفرد على نفسه هو في أثناء عرض شبهته نفسها حيث قال: "وشبيه بما ذكرنا" وهذا في رسالته كثير، فهل هو ثالث ثلاثة؟ وهكذا القسيس فندر حيث قال: "وإنما أوردنا ذلك إشعارًا بأننا لا نخطئ". إن هذا دليل على أن هذا الأسلوب شائع مستخدم بكثرة، ولا سيما في الكتب وعند الكتاب، ويجري في سليقة العرب وسنن العربية قديمًا وحديثًا، وليس فيه أدنى غرابة أو شبهة لكن النصارى قوم مُلبسون.

[الوجه الثاني: نصوص لغوية من خلال التوراة والأناجيل، تدل على المفرد أو المثنى وهي صوره الجمع]

[أولا: شواهد توراتية وهي إما أن تدل: على المفرد أو على المثنى]

[أ) شواهد تدل على المفرد منها]

(١) جاء في سفر التكوين "وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا" (التكوين ١: ٢٦).

(٢) وجاء فيه: "وقال الرب الإله هو ذا الإنسان قد صار كواحدٍ منا" التكوين (٣: ٢٢).

(٣) وجاء فيه "هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم" (التكوين (١١: ٧).

فهذه ضمائر جمع تدل على المفرد، وعلى الرغم من أن النصارى قد يحرفونها كما حاولوا ذلك في القرآن، إلا أن مما يوضح دلالتها على المفرد؛ النصوص التوراتية التي تدل على الوحدانية - كما مر سابقًا - كما يؤيد ذلك أن اليهود الذين نزلت التوراة بلغتهم على مختلف عصورهم وتعدد أنبيائهم ما فهموا من ضمائر الجمع هذه إلا دلالتها على المفرد؛ إذ إن ذلك هو معتقد الدين اليهودي كما هو معروف.

جاء في نشيد الإنشاد "ارجعي ارجعي ياشولميت ارجعي ارجعي فننظر إليك" (نشيد

<<  <  ج: ص:  >  >>