يستسيغه قط؛ إذ كيف يتحول الخبز لحمًا، وكيف يصير لحم شخص معين معروف؟ وكيف تتحول الخمر دمًا وتصير دم شخص معين معروف؟
ذلك غريب؛ بل مستحيل التصور والقبول في العقل.
[• العناصر التي تستعمل في العشاء الرباني]
الخبز والخمر هما عنصرا العشاء الرباني، وقد اختارهما المسيح في نظرهم؛ لأنهم هما مادتان بسيطتان تشيران إلى جسده ودمه.
وقد استدل المسيحيون على ذلك بما جاء في إنجيل متى: وفيما هم يأكلون أخذ يسوع الخبز بارك وكسر وأعطى التلاميذ، وقال: خُذُوا كُلُوا. هذَا هُوَ جَسَدِي". ٢٧ وَأَخَذَ الْكَأْسَ وَشَكَرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلًا: "اشْرَبُوا مِنْهَا كُلُّكُمْ. (متى ٢٦/ ٢٦: ٢٧).
وقد اختلفت الكنائس حول استعمال الفطير في العشاء الرباني بدلًا من الخبز، ونشأت بينها منازعة شديدة حول هذا الموضوع في القرن الحادي عشر فالكنيسة الشرقية الأرثوذكسية رفضت؛ لأنه حُسِبَ عندها من الموائد اليهودية التي ليسوا هم ملتزمين بها بعد.
أما الكنيسة الغربية (الكاثوليك) فقد حكمت بمناسبة استعمال الفطير بأنه النوع الوحيد الجائز استعماله باعتبار قانون الكنيسة، غير أن استعمال خبز الخمير يجوز بمعنى أن ذلك لا يفسد السر.
ولم يزل كل منهما باعتقاده القديم إلى اليوم.
[• فاعلية تناول العشاء الرباني في نظر النصارى.]
اشتهر في تاريخ الكنيسة في هذه المسألة أربعة أقوال، وهي بإيجاز:
أولًا: تعليم زوينكلي، وهو أن العشاء الرباني مجرد علامة محسوسة تشير إلى موت المسيح بدون أن يكون فيه أدنى فاعلية في حد ذاته، ولا يحضر فيه المسيح على الإطلاق لا جسديًا ولا روحيًا؛ فيكون بذلك تذكارًا لموت المسيح وشهادة الإيمان المشترك.
ثانيًا: تعليم مارتن لوثر، وهو أن العشاء الرباني له فاعلية حقيقية ذاتية، وتأثير فاعلي