ثالثًا: أن الآيات تليت على اليهود في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيهم العلماء والأحبار فلم ينكر أحد منهم هذا الأمر. ومنهم من أسلم ودخل في دين الله ولم يتكلموا بشيء من ذلك.
رابعًا: لفظ هامان أيضًا ذكر في السنة مقرونًا بفرعون وقارون كما في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه ذكر الصلاة يومًا فقال:"مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا كَانَتْ لَهُ نُورًا وَبُرْهَانًا وَنَجَاةً مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا لَمْ تَكُنْ لَهُ نُورًا وَلَا نَجَاةً وَلَا بُرْهَانًا، وَكَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ قَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَأُبَىِّ بْنِ خَلَفٍ"(١).
الوجه الرابع: هامان لقب وليس اسمًا لشخص.
(١) أخرجه عبد بن حميد (٣٥٣)، والدارمي (٢٧٢١)، وأحمد (٢/ ١٦٩)، وابن حبان (١٤٦٧)، والمروزي (تعظيم قدر الصلاة ٥٨)، والإبانة الكبرى لابن بطة (٨٩٥)، والبيهقي في الشعب (٢٨٢٣)، والطحاوي في مشكل الآثار (٤/ ٢٢٩). والحديث قال فيه الذهبي: سنده جيد (تنقيح التحقيق ١٠٦٦)، وقال ابن عبد الهادي: جيد (تنقيح التحقيق: ٩١٥)، والبوصيري، وأخرجه أحمد بإسناد جيد (إتحاف ٢/ ٢٧).