إما يهلك الحمل (السقط الذي يلفظه الرحم)، أو يتضاءل (الإجهاض المخفي حيث ينكمش الجنين ويتضائل) أو يضمحل (الأجنة التي تتلاشى في الرحم).
[الإعجاز في دلالة الغيض]
إن دلالة غيض الأرحام على الإسقاط التلقائي المبكر بصورتيه غور الأجنة وإسقاطها وما يصاحبه من نقصان ونضوب لبرك السوائل والدماء المحيطة بالأجنة لهو إعجاز علمي واضح سبق به القرآن الكريم علم الأجنة بقرون، فالعرب رغم أنهم يعرفون معنى لفظ الغيض لغة إلا أنهم لم ينطقوا بجملة غيض الأرحام أبدًا قبل نزول القرآن الكريم، ولقد اتضح بيقين في هذا الزمان بعد تقدم علم الأجنة الوصفي والتجريبي دقة لفظ الغيض ودلالته الشاملة لكل الأحداث التي تمر بها الأجنة الهالكة في مرحلة التخليق، فبعضها تسقطه الأرحام ويمكن أن يشاهد وتدرك آثاره، والبعض الآخر يتلاشى ويختفي ولا تدرك آثاره ويصدق عليها أن الأرحام قد ابتلعتها كما ابتلعت الأرض الماء، وهذه الحقيقة لم تعرف إلا في هذا القرن بعد تقدم أجهزة البحث والرصد والتحاليل الدقيقة، ولم تحدد بدقة إلا بعد استخدام أجهزة الموجات الصوتية المكتشفة حديثًا وهكذا أثبت العلم بيقين دقة هذا التعبير وشموليته، وبهذا يتحقق السبق القرآني في الإشارة إلى حقائق علمية دقيقة لم يكتشف معظمها إلا في النصف الثاني من هذا القرن تحقيقًا لقول اللَّه تعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (٨٧) وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (٨٨)} (ص: ٨٧، ٨٨).