للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القدسية يؤمن بأنهن سيصبحن والإله شيئًا واحدًا". (١)

[ثالثا: سر (التوبة) الاعتراف.]

تعريفه: هو سر مقدس به يرجع الخاطئ إلى الله ويتصالح معه تعالى، باعترافه بخطاياه أمام كاهن ليحصل منه على حل بالسلطان المعطى له من المسيح، وبه ينال التجديد وغفران الخطايا.

أسماؤه: أطلق عليه أسماء عديدة مثل: (حل الخطايا- ميناء ثانية بعد الغرق- اعتراف - مصالحة- معودية ثانية).

دليله: ويستدل النصارى على هذا السر بقول المسيح في متى للتلاميذ (١٨/ ١٧ - ١٨) "١٧ وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُمْ فَقُلْ لِلْكَنِيسَةِ. وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ مِنَ الْكَنِيسَةِ فَلْيَكُنْ عِنْدَكَ كَالْوَثَنِيِّ وَالْعَشَّارِ. الحْقَّ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَا تَرْبِطُونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا فِي السَّمَاءِ، وَكُلُّ مَا تحلُّونَهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولًا فِي السَّمَاءِ. " وكان هذا وعدا منه لهم، وبناء عليه أسس هذا السر بعدما قيامته عندما ظهر لتلاميذه: " فَقَال لهمْ يَسُوعُ أيضًا: "سَلَامٌ لَكُمْ! كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ أُرْسِلُكُمْ أنا". وَلمَّا قَال هذَا نَفَخَ وَقَال لهمُ: "اقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ. مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ، وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَتْ"." (يوحنا ٢٠/ ٢١ - ٢٣). (٢)

وقد سبق أن قلنا: إن أحداث القيامة لا يوثق بها.

وقد عرفنا من خلال القرآن الكريم أن الغافر هو الله، وأن الاعتراف بالذنب يكون في ضمير الإنسان وروحه. ويعني هذا أن التوبة والاعتراف أمران يربطان بين العبد وبين الله سبحانه وتعالى: فلا واسطة حتى ولو كان نبيا. فكل نفس تحاسب حسب ما عمل بها صاحبها، والأنبياء لا يغفرون ذنوب الناس، ولم يبعثوا واسطة للغفران بين الله وبين الناس.

وقد صرح المسيح -عليه السلام- بأنه لم يؤمر أن يغفر للناس خطاياهم. وقد أناط الغفران لله وحده؛ لأنه أي المسيح ليس إلا نبيا بشرا وليس له سلطان لغفران الذنوب، فالعباد هم عباد الله، فهو


(١) المصدر السابق (٣٣٩).
(٢) أسرار الكنيسة السبعة، حبيب جرجس (١٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>