بمشيئته يغفر أو لا يغفر، وليس المسيح سوى نبي يدعو ويبلغ ويهدي إلى التوحيد.
قال الله تعالى: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١١٨)} [المائدة: ١١٨].
لكن النصرانية تصر على أن المسيح هو الذي أسس سر التوية بعد قيامته من الأموات كما سبق.
أما عن كيفية الاعتراف فيرون أن بعض المؤمنين يلجأ إلى بديل عن الاعتراف.
فمنهم مثلًا من يطلب من الكاهن حل الخطايا (الصلاة على الرأس) قبل ما يسمى بالمناولة، ومنهم من يكتفي بترديد صلاة الاعتراف (أومن يارب وأعترف) التي يتلوها بعض الكهنة في القداس الإلهي مباشرة قبل المناولة.
والاعتراف الصحيح في الكنيسة هو الاعتراف الفردي الصادق أمام الكاهن، وفيه يقر التائب بخطاياه جميعها.
ويستثنى الذين هم على وشك الموت، فهم عاجزون عن الاعتراف، لذلك يمنحهم الكاهن الحل من خطاياهم ويناولهم جسد الرب ودمه الكريمين دونما تردد حسب ما يدعون.
والأساقفة والكهنة وحدهم يمنحون حل الخطايا للمؤمنين التائبين.
ولكي يتقبل الكاهن اعترافات المؤمنين ويحلهم من خطاياهم يجب أن يحصل على إذن خاص من أسقفه، ويستطيع كل كاهن بحكم رتبته، أن يحل من الخطايا جميع المؤمنين التائبين الذين في خطر الموت. ويتقدم المؤمنون إلى سر التوبة كلما دعتهم الحاجة. ومن المفضل أن يعترف المؤمن دوريا، وبخاصة خلال الصوم ولا سيما الصوم الأربعيني.
فمن الملاحظ أن للكهنة سلطانا كبيرا في التكفير عن الخطايا .. ونريد أن نسأل سؤالًا وهو: ألا تغفر خطايا من يعترف لربه بها بينه وبين الله؟ ألا تقبل التوبة إلا إذا كان الكاهن مشرفًا على التائب يسمع منه توبته؟
فغفران الذنوب أمر من اختصاص رب العالمين ومن يدع أنه يغفر الخطايا فهو مشرك بالله تعالى، ويقول الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ