١ - شبهة: حول قوله تعالى: {وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ}.
[نص الشبهة]
يقولون: جاء في سورة النساء: {إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ} [النساء: ١٧١].
لم تكتفِ الآية بنعت المسيح بالرسالة؛ بل شهدت أنه كلمة الله، ولكي لا نتوهم خلاف المقصود بلفظ (كلمة الله) أتبعها بما يزيل الشك وهو (روح منه) لنفهم أن المسيح ليس مجرد رسول عادي؛ بل ابن مرسل من أبيه إلى عالم الدنيا كأشعة الشمس المنبعثة إلى الأرض من الشمس، وما الفرق بين القول: إن المسيح نور من نور إله، حق من إله حق، والقول روح الله أو روح من الله؟ أليس أنه من ذات الله ومن جوهره؟
وهم يريدون بذلك إثبات البنوة لعيسى - عليه السلام - وأنه جزء من الله، كذلك في قوله: (كلمة منه)
والرد على ذلك من وجوه:
الوجه الأول: بيان معنى ما أضيف إلى الله.
الوجه الثاني: أن يضاف الشيء إليه لما خصه الله به من معنى يحبه ويرضاه ويأمر به.
الوجه الثالث: بيان معنى الكلمة في قوله: (وكلمته).
الوجه الرابع: بيان اختصاص المسيح بإطلاق الكلمة عليه.
الوجه الخامس: بيان معنى الروح في الآية (وروح منه).
الوجه السادس: الحكمة من وصفه بهذه الصفة (الروح).
الوجه السابع: بيان معنى قوله: (منه) وأن الإضافة للتشريف وليست للتبعيض.
الوجه الثامن: الحكمة من وصف عيسى بهذين الوصفين.
الوجه التاسع: الأدلة على أن عيسى عبد الله ورسوله.
الوجه العاشر: بعض الأدلة على أن الله واحد لا شريك له، وأنه لم يتخذ ولدًا.
الوجه الحادي عشر: على زعمكم - الباطل - فآدم أولى بعيسى من ذلك.