للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النكبات على اليهود من قبل الشعوب المحيطة بهم، حتى إن بختنصر ملك بابل اجتاح مملكة يهوذا عدة مرات، بسبب ما يلقاه من غدر ونقض للعهود، إلى أن هاجمها عام ٥٨٨ ق. م فدك أسوار القدس وأحرق المدينة والهيكل بعد أن أخذ منه التابوت، وتتبع الهارونيين وسائر الكهنة، فقتلهم على دم واحد، ثم سبى اليهود جميعا فقادهم مقيدين بالسلاسل ولم يترك فيهم سوى أفقر الفقراء، وفي هذه الحادثة انعدمت التوراة وسائر أسفار العهد القديم التي كانت مصنفة، واليهود والنصارى يقرون بذلك (سفر الملوك الثاني ٢٤، ٢٥، وأخبار الأيام الثاني ٣٦)) (١)

[١٠ - التوراة إبان السبي]

سقطت مملكتا اليهود فزالت دولتهم واندثرت أمتهم؛ كان أكثرهم مشتتا بين نهرى دجلة والفرات وما حولهما فذابوا بين تلك الشعوب، وعبدوا آلهتهم وكانت قلة منهم مشردة في مصر ولم يبق في فلسطين إلا شرذمة قليلة من المعدمين.

واستمر هذا النفي إلى عام ٥٣٨ ق. م حيث قام ملك الفرس كورش -كيروس الثاني- بالهجوم على الميديين فأخضعهم واستولى على آشور وبابل، ومن ثم أصبح له السلطان على فلسطين واليهود.

وتودد اليهود للحكم الجديد واستعطفوه -وهم بارعون في ذلك- ثم التمسوا منه أن يسمح لهم بالعودة إلى بلادهم وبناء هيكلهم واستئناف الحرية في ظله، فوافق، وعاد كثير منهم إلى فلسطين، فأعادوا بناء المدينة والهيكل بعد إعاقات كثيرة بسبب خلافاتهم. -سفر عزرا ١ - ٦، وسفر نحميا ١ - ٧) ثم أقاموا الاحتفالات، ودشنوا البيت بالقرابين، لكن لم يضعوا فيه تابوت عهد الرب، لأن إرمياء النبي كان قد أخذه -كما يقولون- ووضعه في إحدى مغارات جبل (نبو) في (مؤاب) مقابل (أريحا) فلم يستطع أحد أن يهتدي إلى مكانه إلى اليوم. وهكذا استعاد اليهود بعض أوضاعهم، لكنهم فقدوا استقلالهم وتابوتهم هذه


(١) انظر المصدر السابق (٧٣ - ٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>