عشر عامًا من حكمه دون أن يعثر أحد على نسخة للتوراة أو يسمع شيئًا عنها.
وفي السنة الثامنة عشرة من حكمه ادَّعى رئيس الكهنة حلقيا أنه وجد سفر شريعة الرب بيد موسى -أى التوراة- في بيت الرب بين الفضة التي جمعت من الشعب، وسلمه للكاتب شوفان ليقرأه على الملك. فلما سمع الملك كلام سفر الشريعة مزق ثيابه. (الملوك الثاني ٢٢/ ١ - ١١) وأخبار الأيام الثاني (٣٤/ ١ - ٢٥).
ثم إن الملك جمع شعب يهوذا بعد الهيكل وقرأ عليهم السفر، فتعجب الناس والملك من فرط ما ارتكبه اليهود في تاريخهم من مخالفات. ثم أخبر عن عزمه على العمل به (الملوك الثاني ٢٣/ ١ - ٢٣)، أخبار الأيام الثاني ٣٤/ ٢٩ - ٣٣، ٣٥/ ١).
هذا، ولا يقبل الباحثون ادعاء حلقيا لأن البيت نهب مرتين قبل عهد الملك آخذ، ثم جعل بيتًا للأصنام وكان سدنة الأصنام يدخلون البيت كل يوم، وفي عهد يوشيا كان الكهنة يدخلون البيت كل يوم مدة سبعة عشر عامًا في أثناء الترميم وبعده، فلا يعقل أن تكون نسخة التوراة في البيت، ولا يراها أحد خلال تلك المدة الطويلة رغم البحث والتفتيش، ويرى الباحثون أن حلقيا وغيره من الكهنة لما رأوا ميل الملك يوشيا إلى الدين والعمل بالتوراة، انتهزوا هذه الفرصة للوقوف في وجه ارتداد اليهود والعودة بهم إلى الدين فجمعوا هذه النسخة من الروايات اللسانية التي وصلت إليهم دون تحر خلا السبعة عشر عامًا من حكمه، وأضافوا إليها ما يوافق رغبات اليهود من تاريخ وعقيدة وغير ذلك ولما انتهوا من الكتابة، سلم حلقيا النسخة للكاتب شوفان ليسلمها للملك مدعيًا أنه عثر على التوراة. (١)
واستمر العمل بتلك التوراة ثلاثة عشر عامًا، وهي ما تبقى من حكم يوشيا، فما إن مات وخلفه في الحكم ابنه يوحاز حتى ارتد وأشاع الكفر. واستمر الكفر والارتداد وقتل الأنبياء ومطاردة المصلحين في عهد إخوته وأولادهم من بعده، وطوال هذه المدة لم يكن للتوراة ذكر ولا رسم ولا أثر، وإنما كانت في التابوت عند الكاهن الأكبر، وتوالت