للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الزركشي: وَالْإِجْمَاعُ على عِصْمَتِهِمْ فيها وَلَوْ في حَالِ الْغَضَبِ بَلْ يُسْتَدَلُّ بِشِدَّةِ غَضبِهِ - صلى الله عليه وسلم - على تَحْرِيمِ ذلك الشَّيْءِ (١).

قال الشوكاني: وقع الإجماع على عصمتهم بعد النبوة من تعمد الكذب في الأحكام الشرعية، لدلالة المعجزة على صدقهم، وأما الكذب غلطًا فمنعه الجمهور وجوزه القاضي أبو بكر.

واستدل الجمهور: بأن المعجزة تدل على امتناعه، واستدل القاضي بأن المعجزة إنما تدل على امتناعه عمدًا لا خطأ، وقول الجمهور أولى (٢).

[٢ - بالنسبة للنسيان والسهو والغلط.]

فهذا ينقسم إلى الآتي:

١ - النسيان والسهو والغلط في القول فيما يتعلق بالتبليغ والرسالة.

٢ - النسيان والسهو والغلط في القول فيما لا يتعلق بالتبليغ والرسالة.

٣ - النسيان والسهو والغلط في الأفعال فيما يتعلق بالتبليغ والرسالة.

٤ - النسيان والسهو والغلط في الأفعال فيما لا يتعلق بالتبليغ والرسالة.

أولًا: النسيان والسهو والغلط في القول فيما يتعلق بالتبليغ والرسالة

فقد نقل غير واحد الإجماع على عصمتهم من ذلك (٣).

ثانيًا: النسيان والسهو والغلط في القول فيما لا يتعلق بالتبليغ والرسالة

قال القاضي عياض:

وأما ما ليس سبيله سبيل البلاغ من الأخبار التي لا مستند لها إلى الأحكام ولا أخبار المعاد ولا تضاف إلى وحى بل في أمور الدنيا وأحوال نفسه فالذي يجب تنزيه النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أن يقع خبره في شيء من ذلك بخلاف مخبره لا عمدًا ولا سهوًا ولا غلطًا وأنه معصوم من


(١) البحر المحيط ٤/ ١٧٠.
(٢) إرشاد الفحول صـ ٣٤، وانظر، شرح الكوكب المنير ٢/ ١٦٩، أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ٤/ ٥٨٣.
(٣) الشفا بتعريف حقوق المصطفى ٢/ ١٤٠، المستصفي ٢/ ١٨٩، البرهان ١/ ٣٢٠، البحر المحيط ٤/ ١٧٢، إرشاد الفحول صـ ٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>