للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحضارة المرشحة لذلك وحدها هي حضارة الإسلام الذي كفل للإنسان من الحقوق، ومن التكريم ما لم يعطه إياه أي دين آخر لا سماوي ولا وضعي.

وحسب الإسلام أنه رفع مكانة الإنسان، واستخلفه عن الله في أرض الله، وكرمه، وأسجد له ملائكته.

ثم بعد هذا تريدون أن تهيمنوا على العالم، وأن تكونوا أنتم القدوة والمثال! كبرت كلمة! .

إن المرشح الأول، والأعدل، والأمثل لقيادة البشرية هو الإسلام. وإنه المنقذ الحقيقي للإنسان من شرور نفسه، ومن سيئات أعماله، ومن عدوانه على الآخرين. الإسلام، والإسلام وحده.

[الوجه الرابع: شهادات غير المسلمين على أن الإسلام لم ينتشر بالسيف.]

تواترت شهادات المفكرين الغربيين وشهدوا بالحق، وأثبتوا ما أنكره الجاحدون، وهذه مقتطفات مختصرة من أقوالهم:

قال غوستاف لوبون: "لم ينتشر القرآن بالسيف ... بل انتشر بالدعوة وحدها، وبالدعوة وحدها اعتنقته الشعوب" (١).

وقال روبرتسون في كتابه "تاريخ شارلكن": "إن المسلمين وحدهم هم الذين جمعوا بين الجهاد والتسامح نحو أتباع الأديان الأخرى الذين غلبوهم، وتركوهم أحرارًا في إقامة شعائرهم الدينية".

قال "ميشود" في كتابه "تاريخ الحروب الصليبية": "إن الإسلام الذي أمر بالجهاد متسامح نحو أتباع الأديان الأخرى، وهو قد أعفى البطاركة والرهبان وخدمهم من الضرائب".

وقال الكونت هنري دي كاستري في كتابه "الإسلام خواطر وسوانح"بعد وصفه الفتوحات الإسلامية وانتشار الإسلام بين الشعوب. وصف المسلمين بقوله: "فلم يقتلوا أمة أبت الإسلام" (٢).


(١) حضارة العرب صـ ١٢٨.
(٢) الإسلام خواطر وسوانح صـ ٣٥، ترجمة أحمد فتحي زغلول.

<<  <  ج: ص:  >  >>