للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التي كادت تزيغ فيها قلوب المؤمنين؟ وأليس هذا هو ما تنطق به المزامير؟ . (١)

[المطلب الثاني: تناقضات روايات قبل الصلب]

[١ - هل ذهب رؤساء الكهنة للقبض على المسيح؟]

مَن الذي ذهب للقبض على يسوع؟

يقول متى: "جَمْعٌ كَثِيرٌ بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ مِنْ عِنْدِ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَشُيُوخِ الشَّعْبِ." (متى ٢٦/ ٤٧).

وزاد مرقس بأن ذكر أن من الجمع الكتبةَ والشيوخ (انظر مرقس ١٤/ ٤٣)، فيما ذكر يوحنا أن الآتين هم جند الرومان وخدم من عند رؤساءِ الكهنة (انظر يوحنا ١٨/ ٣) ولم يذكر أي من الثلاثة مجيء رؤساء الكهنة، ولو كانوا قد حضروا لما صح إغفال ذكرهم مع الحاضرين، فهم ليسوا أقل أهمية من الكتبة والشيوخ والدهماء.

ولكن لوقا ذكر أن رؤساء الكهنة جاءوا بأنفسهم للقبض على المسيح إذ يقول: "٥٢ ثُمَّ قَال يَسُوعُ لِرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَقُوَّادِ جُنْدِ الْهَيْكَلِ وَالشُّيُوخِ المقْبِلِينَ عَلَيْهِ" (لوقا ٢٢/ ٥٢).

فالتناقض بين لوقا والباقين ظاهر.

[٢ - هل قبله يهوذا أم لم يقبله؟]

قال متى: إن اليهود استأجروا أحد الحواريين ليرشدهم عن المسيح فأعطاهم علامة أن يقبضوا على الذي يقبله، فلما أقبل ومن معه "٤٩ فَلِلْوَقْتِ تَقَدَّمَ إِلَى يَسُوعَ وَقَال: "السَّلَامُ يَا سَيِّدِي! " وَقَبَّلَهُ. فَقَال لَهُ يَسُوعُ: "يَا صَاحِبُ، لِمَاذَا جِئْتَ؟ " حِينَئِذٍ تَقَدَّمُوا وَأَلْقَوْا الأَيَادِيَ عَلَى يَسُوعَ وَأَمْسَكُوهُ." (متى ٢٦/ ٤٧ - ٥٠).

وقد روى يوحنا هذه الحادثة بشكل مختلف عما ذكره متى، فقد قال: "٣ فَأَخَذَ يَهُوذَا الْجُنْدَ وَخُدَّامًا مِنْ عِنْدِ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ، وَجَاءَ إِلَى هُنَاكَ بِمَشَاعِلَ وَمَصَابِيحَ وَسِلَاحٍ. ٤ فَخَرَجَ يَسُوعُ وَهُوَ عَالِمٌ بِكُلِّ مَا يَأْتِي عَلَيْهِ، وَقَال لَهُمْ: "مَنْ تَطْلُبُونَ؟ ٥ أَجَابُوهُ: "يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ". قَال لَهُمْ: "أَنَا هُوَ". وَكَانَ يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ أَيْضًا وَاقِفًا مَعَهُمْ. ٦ فَلَمَّا قَال لَهُمْ:


(١) المسيح في مصادر العقائد المسيحية (١٤٣ - ١٤٩) بتصرف يسير.

<<  <  ج: ص:  >  >>