قال المعترض: في أول الأمر علم الله آدم الأسماء ثم عرضهم على الملائكة، فعجزوا عن التسمية، واعترفوا بالعجز؛ فكيف يمتحن الله الملائكة فيما لا يعرفونه، ويعطي الإجابات لآدم ليعلم ما لا يعلمون؟ وكيف أمر الله الملائكة أن يسجدوا لآدم؟ وحاشا لله القدوس أن يأمر بالسجود لغير ذاته العلية! قال الله في الخروج (٣٤: ١٤): فَإِنَّكَ لَا تَسْجُدُ لإِلهٍ آخَرَ، لأَنَّ الرَّبَّ اسْمُهُ غَيُورٌ. إِلهٌ غَيُورٌ هُوَ.
الجواب عن هذه الشبهة من عدة وجوه:
[الوجه الأول: دلالة صيغ الأمر في لغة العرب التي نزل بها القرآن.]
الوجه الثاني: السجود بين شرعنا وشرع من سبقنا.
الوجه الثالث: حكمة بالغة.
الوجه الرابع: السجود في الكتاب المقدس!
وإليك التفصيل
[الوجه الأول: دلالة صيغ الأمر في لغة العرب التي نزل بها القرآن.]
اعلم أن علماء البلاغة ينصُّون على قاعدة وهي: كلُّ من صِيَغِ الأمْرِ وصيغةِ النهي قد تخرج عن دلالَتَيْهِما بقرائنِ حاليّة أو قوليّة إلى معانٍ كثيرة، منها ما يلي: