للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعد ذلك؟ إذن فليس هناك تاريخ محرر لتدوين هذا الإنجيل. (١)

ثالثًا: رسائل بولس. وتنسب هذه الرسائل إلى القديس بولس، وتمتلئ بعبارات تدل

على أنه كاتبها، وهذه الرسائل أربع عشرة رسالة. وتصطبغ الرسائل أيضًا بالصبغة

الشخصية لبولس، فهي ليست لاهوتية الطابع، بل رسائل شخصية لها ديباجة وخاتمة.

وليس ثمة إجماع على صحة نسبة هذه الرسائل إلى بولس، بل إن بعض المحققين يميل إلى أن أربع رسائل منسوبة إليه كتبت بيد بعض تلاميذه بعد وفاته بعشرين سنة كما ذكرت دائرة المعارف البريطانية. ويشكك أرجن في شرحه لإنجيل يوحنا بجميع رسائل بولس المرسلة إلى الكنائس فيقول: إن بولس ما كتب شيئًا إلى جميع الكنائس، والذي كتبه هو سطران أو أربعة سطور. أما الرسالة إلى العبرانيين خصوصًا فكان النزاع حولها أشد، فحين تنسبها الكنيسة الشرقية إلى بولس؛ فإن لوثر يقول بأنها من وضع أبلوس، بينما يقول تارتوليان المؤرخ في القرن الميلادي الثاني: إنها من وضع برنابا، ويقول راجوس (من علماء البروتستانت): إن فريقًا من علماء البروتستانت يعتقدون كذب الرسالة العبرانية. ... (٢) أما مدخل الرهبانية اليسوعية فيقول: لا شك أن الأدلة التي تنقض صحة نسبة الرسالة إلى بولس هي كثيرة .. فللمرء أن يعتقد أن الرسالة من إنشاء واحد من أصحاب بولس، أما الاهتداء إلى اسم الكاتب على نحو أفضل فلا سبيل إلى طلبه .. فلابد آخر الأمر من التسليم بأننا نجهل اسم الكاتب. فتبين من خلال هذه الأدلة أن الكتاب المقدس (العهد القديم، والعهد الجديد) لا يثبت له صحة سند، ولا تاريخ كتابة ولا يُعرف كاتبه (٣).

* * *


(١) المصدر السابق (٥٨)، الكتب المقدسة بين الصحة والتحريف (١٦٠).
(٢) إظهار الحق، رحمة الله الهندي (١/ ١٦٣ - ١٦٥)، الفارق بين المخلوق والخالق لعبد الرحمن باجي (٣٠٦)، اليهودية والمسيحية لمحمد ضياء الدين الأعظمي (٣٢٥ - ٣٢٧).
(٣) راجع في ذلك بحث (تحريف الكتاب المقدس) من الموسوعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>