للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهكذا رأى المحققون أن ثمة أمورًا تمنع القول بأن هذا الإنجيل هو كلمة الله ووحيه وهديه، فهو -وكما يقول الشيخ أبو زهرة- إنجيل مجهول الكاتب، ومختلف في تاريخ كتابته، ولغة الكتابة، ومكانها، وتحديد من كتب له هذا الإنجيل، ثم شخصية المترجم وحاله من صلاح أو غيره وعلم بالدين، واللغتين التي ترجم عنها، والتي ترجم إليها، كل هذا يؤدي إلى فقد حلقات في البحث العلمي. (١)

متى كتت إنجيل متى؟ ونجد أيضًا الخلاف في هذا الأمر واسعًا بين علماء الكتاب المقدس، ولم يستطع واحد منهم تحديد الوقت الذي كتب فيه هذا الإنجيل بالضبط، فالخلاف يمتد من سنة ٣٩ وحتى سنة ٦٥ م، ولا نعرف في أي السنوات من هذه إلى تلك كتب إنجيل متى. (٢)

متى كتب إنجيل مرقس؟ نجد أن المؤرخين المسيحيين قد اختلفوا أيضا في زمان تأليفه، وقد قال في ذلك هورن: ألف الإنجيل الثاني سنة ٥٦ وما بعدها إلى سنة ٦٥، والأغلب أنه ألف سنة ٦٠ أو سنة ٦٣. (٣) ويرى الناقد اليهودي سبينوزا أن هذا الإنجيل كتب مرتين إحداهما قبل عام ١٨٠ م والثانية بعده.

متى كتب إنجيل لوقا؟ وأما كتابة هذا الإنجيل فتختلف المصادر في تحديد زمنها بين ٥٣ - ٨٠ م، وقال هورن: ألف الإنجيل الثالث سنة ٥٣ أو سنة ٦٣ أو سنة ٦٤، وقد اعتمد الكاتب في مصادره على مرقس، فنقل عنه ثلاثمائة وخمسين من فقراته التي بلغت ستمائة وإحدى وستين فقرة، كما نقل عن متى أو عن مصدر آخر مشترك بينه وبين متى. (٤)

متى كتب إنجيل يوحنا؟ ويرى المحققون أن كتابته جرت بين ٦٨ - ٩٨ م، وقيل


(١) محاضرات في النصرانية، محمد أبو زهرة، ص (٥٤).
(٢) الكتب المقدسة بين الصحة والتحريف (١٣٠ - ١٣٣)، محاضرات في النصرانية (٤٨ - ٤٩).
(٣) محاضرات في النصرانية (٥٢).
(٤) المسيح في مصادر العقائد المسيحية، أحمد عبد الوهاب (٦٤ - ٦٥، ١٥٠)، التوراة والإنجيل والقرآن والعلم، موريس بوكاي (٨٧ - ٩٠)، محاضرات في النصرانية (٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>