للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[١٣ - شبهة: ادعاؤهم أن القرآن من تأليف النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -.]

[نص الشبهة]

هذا الطعن من أقدم الطعون وقد ذكر في القرآن كما في قوله سبحانه: {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (١٠١)} [النحل: ١٠١] أي أنك متقول على الله تعالى.

وكما قال سبحانه: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ} [الفرقان: ٤]، {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (٣)} [السجدة: ٣]، {أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلَالِ الْبَعِيدِ (٨)} [سبأ: ٨]، {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ وَقَالُوا مَا هَذَا إِلَّا إِفْكٌ مُفْتَرًى وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (٤٣)} [سبأ: ٤٣].

ولا زال الطاعنون يرددون هذه الشبهة إلى اليوم (١):

والرد على ذلك من وجوه:

الوجه الأول: الرد الصريح من القرآن على هذه الفرية.

الوجه الثاني: عجز البشر أن يأتوا بمثله دليلٌ أنه من عند الله.

الوجه الثالث: آيات العتاب.

الوجه الرابع: تبرؤ محمد - صلى الله عليه وسلم - من نسبة القرآن إليه ليس ادعاء يحتاج بينة، بل هو إقرار يؤخذ به صاحبه.

الوجه الخامس: موقف الرسول - صلى الله عليه وسلم - من النص القرآني موقف المفسر الذي يتلمس الدلالات، ويأخذ بأرفق احتمالاتها.

الوجه السادس: ما نزل بعد طول انتظار.


(١) راجع كلام الطاعنين كما نقله صاحب كتاب: "دعاوى الطاعنين في القرآن الكريم" (١٨٣: ١٨١).

<<  <  ج: ص:  >  >>