للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد اختلفوا في هذه السبع لغات على أقوال:

١ - أنها سبع لغات من لغات العرب يدل عليها القرآن بمعنى: أن كلمات القرآن لا تخرج عن سبع لغات هي أفصح لغات العرب.

٢ - سبع لغات من لغات العرب في المعنى الواحد على معنى: أنه إذا اختلفت لغة العرب في كلمة جاء القرآن بسبع لغات منها.

هذا هو مجمل أقوال العلماء في هذه الأحرف.

وبعد البحث تبين أن الأقرب للصواب قول الطائفة الثالثة والرابعة وكلامهما يتداخل مع بعضهما.

قال ابن حجر: يمكن الجمع بين القولين بأن يكون المراد الأحرف تغاير الألفاظ مع اتفاق المعنى مع انحصار ذلك في سبع لغات (١).

[٣ - الحكمة في نزول القرآن على سبعة أحرف.]

تتلخص حكمة نزول القرآن على سبعة أحرف في أمور:

١ - تيسير القراءة والحفظ على قوم أميين، لكل قبيل منهم لسان، ولا عهد لهم بحفط الشرائع فضلًا عن أن يكون ذلك مما ألفوه.

قال أبو عمرو الداني: وأما وجه إنزال القرآن هذه السبعة أحرف، وما الذي أراد تبارك اسمه بذلك؟ فإنه إنما أنزل علينا توسعة من الله تعالى على عباده، ورحمة لهم، وتخفيفًا عنهم عند سؤال النبي - صلى الله عليه وسلم - إياه لهم، ومراجعته له فيه لعلمه - صلى الله عليه وسلم - بما هم عليه من اختلاف اللغات، واستصعاب مفارقة كل فريق منهم الطبع والعادة في الكلام إلى غيره، فخفف تعالى عنهم وسهل عليهم بأن أقرهم على مألوف طبعهم وعادتهم في كلامهم (٢).

ويدل على ذلك:


(١) فتح الباري ٨/ ٦٤٧.
(٢) الأحرف السبعة (٣١)، وانظر: الإبانة لمكي بن أبي طالب (٥٩)، وشرح مسلم للنووي (٣/ ٣٦٢)، وفتح الباري (٣/ ٦٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>