كتاب موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام

٥ - الحجة الخامسة: الاستدلال بوجود قرنا الكبش في الكعبة. - حديث قرن الكبش - ج: 7 - ص: 492

أحد أن إسحاق ذهب إلى مكة لا من أهل الكتاب ولا غيرهم (١).

قال الآلوسي: وكان قد توارثهما قريش خلفًا عن سلف، والظاهر أن ذاك لم يكن منهم إلا للفخر ولا يتم لهم إذا كان الكبش فدًى لإسحاق دون أبيهم إسماعيل (٢).

[حديث قرن الكبش]

من حديث صفية بنت شيبة أُمِّ مَنْصُورٍ قَالَتْ: "أَخْبَرَتْنِي امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ وَلَدَتْ عَامَّةَ أَهْلِ دَارِنَا (أَرْسَلَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وإِلَى عُثْمَانَ بْنِ طَلْحَةَ، وَقَالَ مَرَّةً: إِنَّهَا سَالَتْ عُثْمَانَ بْنَ طَلْحَةَ لِمَ دَعَاكَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-؟ قَالَ: إِنِّي كُنْتُ رَأَيْتُ قَرْنَيْ الْكَبْشِ حِينَ دَخَلْتُ الْبَيْتَ فَنَسِيتُ أَنْ آمُرَكَ أَنْ تُخَمِّرَهُمَا فَخَمِّرْهُمَا فَإِنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ فِي الْبَيْتِ شَيْءٌ يَشْغَلُ المصَلِّيَ" (٣).

---

(١) الكشاف ٤/ ٥٦، الرازي في تفسيره ٢٦/ ١٥٤، الخازن في تفسيره ٤/ ٢٢، مجموع الفتاوى ٤/ ٣٣٤، البحر المحيط ٧/ ٣٥٧، ابن كثير في تفسيره ١٢/ ٤٥، فتح القدير ٤/ ٥٦٧، روح العاني ٢٣/ ١٣٤، التحرير والتنوير ٢٣/ ١٥٨، البغوي في تفسيره (٤/ ٣٣).
(٢) روح المعاني ٢٣/ ١٣٤.
(٣) صحيح. أخرجه أحمد ٥/ ٣٨٠، وابن أبي شيبة في مصنفه ١/ ٤٩٧، وأبو داود (٢٠٣٠)، والحميدي في مسنده (٥٦٥)، وعبد الرزاق في مصنفه (٩٠٨٣)، ومن طريقه الطبراني في الكبير (٨٣٩٦)، والبيهقي ٢/ ٤٣٨ من حديث سفيان بن عيينة، حدثني منصور، عن خاله مسافع، عن صفية، والحديث صححه الألباني في صحيح أبي داود (١٧٨٦).
قلت: وصفية بنت شيبة الراجح أنها صحابية (الإصابة ٧/ ٧٤٣)، وذكرها في القسم الأول، وانظر: (الاستيعاب ٤/ ٤٢٧)، أسد الغابة ٦/ ١٧٤، تجريد أسماء الصحابة ٢/ ٢٨٣.
فقد ثبت سماعهما من النبي -صلى الله عليه وسلم-، قالت: "سَمعْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَخْطُبُ عَامَ الْفَتْحِ فَقَالَ: يَا أيُّهَا النَّاسُ إِنَّ الله حَرَّمَ مَكَّةَ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ .. "، ذكره البخاري في صحيحه تعليقًا في كتاب الجنائز باب الإذخر والحشيش في القبر، والحديث وصله ابن ماجه في السنن (١٣٠٩) والحديث حسنه الألباني في صحيح ابن ماجه (٢٥٢٤).
وقد أخرج البخاري في صحيحه (٥١٧٢) بإسناده، عن صفية بنت شيبة قالت: "أَوْلَمَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى بَعْضِ نِسَائِهِ بِمُدَّيْنِ مِنْ شَعِيرٍ". وأيضًا: (فقد رأت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عام الفتح يطوف على بعير يستلم الحجر بمحجن في يده ثم دخل الكعبة ... )، والحديث أخرجه أبو داود (١٨٧٨)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٧٧٦٥، ٧٧٦٤)، وابن ماجه (٢٩٧٤)، والحديث حسنه المزي كما في تحفة الأشراف ١١/ ٣٤٣، وقال هذا الحديث يُضعف قول من أنكر أن تكون لها رؤية، وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه (٢٣٨٤). =