للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اعْتَصَمْتُمْ بِهِ؛ كِتَابُ الله، وَأَنْتُمْ تُسْأَلُونَ عَنِّي فَمَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ؟ قَالوا: نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَأَدَّيْتَ وَنَصَحْتَ، فَقَال: بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ يَرْفَعُهَا إِلَى السَّمَاءِ وَيَنْكُتُهَا إِلَى النَّاسِ اللهمَّ اشْهَدْ! اللهمَّ اشْهَدْ! ثَلَاثَ مَرَّاتٍ" (١).

فالرسول - صلى الله عليه وسلم - قد أخبر أنه تركنا على المحجة البيضاء الواضحة البينة، ظاهرها وباطنها سواء، والصحابة شهدوا بأنه قد بلغ، وهذا يعني أن ظاهر كلامه مطابق لمراده؛ لأن هذا مقتضى البلاغ وحسن الأداء وكمال النصح (٢).

ومن أدلة العقل على ذلك:

فلأن المتكلم بهذه النصوص أعلم بمراده من غيره، وقد خاطبنا باللسان العربي المبين، فوجب قبوله على ظاهره، وإلا لاختلفت الآراء وتفرقت الأمة (٣).

وقال الشافعي: كلام كان عامًا ظاهرًا في سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو على ظهوره وعمومه حتى يعلم حديث ثابت عن رسول الله يدل على أنه إنما أريد بالجملة العامة في الظاهر بعض الجملة دون بعض. (٤)

وقال ابن تيمية: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْهُمْ - أي الصحابة - يَعْتَقِدُ فِي خَبَرِهِ وَأَمْرِهِ مَا يُنَاقِضُ ظَاهِرَ مَا بَيَّنَهُ لَهُمْ وَدَلَّهُمْ عَلَيْهِ وَأَرْشَدَهُمْ إلَيْهِ، وَلِهذَا لَمْ يَكُنْ فِي الصَّحَابَةِ مَنْ تَأَوَّلَ شيئًا مِنْ نُصُوصِهِ عَلَى خِلَافِ مَا دَلَّ عَلَيْهِ لَا فِيمَا أَخْبَرَ بِهِ اللهُ عَنْ أَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ، وَلَا فِيمَا أَخْبَرَ بِهِ عَمَّا بَعْدَ الْمَوْتِ (٥).

[الوجه السادس وصف الإله في الكتاب المقدس]

في سفر (التكوين ١/ ٢٧): فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ الله خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ.


(١) مسلم (١٢١٨).
(٢) أحاديث العقيدة (٥٤).
(٣) القواعد المثلى (٤٠).
(٤) الرسالة (٣٤١).
(٥) مجموع الفتاوى (١٣/ ٢٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>