للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والإمالة في لفظ بلى. (١)

مذهب ابن الجزري: قال: تتبعت القراءات صحيحها، وشاذها، وضعيفها، ومنكرها؛ فإذا هو يرجع اختلافها إلى سبعة أوجه من الاختلاف لا يخرج عنها وذلك:

١ - إما في الحركات بلا تغيير في المعنى والصورة: نحو (البخل) بأربعة (ويحسب) بوجهين.

٢ - أو بتغير في المعنى فقط نحو {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ}. {وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ}، و (أَمَة).

٣ - وإما في الحروف بتغير المعنى لا الصورة نحو (تبلوا، وتتلوا، وننحيك (بالحاء) ببدنك لتكون لمن خلفك، وننجيك (بالجيم) ببدنك).

٤ - أو عكس ذلك نحو (بصطة، وبسطة، والصراط، والسراط).

٥ - أو بتغيرهما نحو (أشد منكم، ومنهم، ويأتل، ويتأل، و- فامضوا، اسعوا إلى ذكر الله).

٦ - وإما في التقديم والتأخير نحو (فيقتلون، ويقتلون، وجاءت سكرت الحق بالموت).

٧ - أو في الزيادة والنقصان نحو (وأوصى، ووصى، والذكر والأنثى) فهذه سبعة أوجه لا يخرج الاختلاف عنها. (٢)

وهذه المذاهب بينها عموم وخصوص ويدخل بعضها في بعض، ولذا قال ابن حجر عن مذهب الرازي: إنه أخذ كلام ابن قتيبة ونقَّحه. (٣)، وهذا لا يؤدي إلى الخلاف الكبير، بدليل أن الإمام مكي بن أبي طالب بيَّن الذي يُقرأ من ذلك والذي لا يقرأ من هذه الوجوه. (٤)، وهذا التغاير أيضًا في حدود القراءات العشر المتواترة التي أجمع عليها أهل العلم. وإذا خرج عنها وجه من هذه الوجوه فلا يقرأ به.

٨ - فائدة اختلاف القراءات وتنوعها، وعلى أي شيء يتوجه اختلاف القراءات.


(١) مناهل العرفان في علوم القرآن (١/ ١٣٢: ١٣٣)، والنشر في القراءات العشر (١/ ٢٧)، وفتح الباري (٨/ ٦٤٦).
(٢) النشر في القراءات العشر (١/ ٢٦).
(٣) فتح الباري (٨/ ٦٤٦).
(٤) الإبانة عن معاني القراءات (٥٥: ٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>