ويمكن التمثيل للوجه الثالث وهو اختلاف وجوه الإعراب بقوله سبحانه:{وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ} قرئ بفتح الراء وضمها؛ فالفتح على أن لا ناهية فالفعل مجزوم بعدها والفتحة الملحوظة في الراء هي فتحة إدغام المثلين. أما الضم فعلى أن لا نافية فالفعل مرفوع بعدها.
ومثل هذا المثال قوله سبحانه:{ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ} قرئ برفع لفظ المجيد وجره. فالرفع على أنه نعت لكلمة ذو، والجر على أنه نعت لكلمة العرش. فلا فرق في هذا الوجه بين أن يكون اختلاف وجوه الإعراب في اسم أو فعل كما رأيت.
الرابع: الاختلاف بالنقص والزيادة.
ويمكن التمثيل للوجه الرابع: وهو الاختلاف بالنقص والزيادة. بقوله سبحانه:{وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى}
قرئ بهذا اللفظ. وقرئ أيضًا (والذكر والأنثى) بنقص كلمة ما خلق.
الخامس: الاختلاف بالتقديم والتأخير.
ويمكن التمثيل للوجه الخامس - وهو الاختلاف بالتقديم والتأخير - بقوله سبحانه:{وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ}، وقرئ:(وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْحَقّ بالْمَوْتِ).
السادس: الاختلاف بالإبدال.
ويمكن التمثيل للوجه السادس - وهو الاختلاف بالإبدال - بقوله سبحانه:{وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا} بالزاي، وقرئ {نُنْشِزُهَا} بالراء، وكذلك قوله سبحانه {وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ} بالحاء، وقرئ {وَطَلْعٍ} بالعين. فلا فرق في هذا الوجه أيضًا بين الاسم والفعل.
السابع: اختلاف اللغات - يريد اللهجات - كالفتح والإمالة، والترقيق والتفخيم، والإظهار والإدغام، ونحو ذلك، غير أن النقل كما ترى لم يشفع بتمثيل فيما عثرنا.
ويمكن التمثيل للوجه السابع - وهو اختلاف اللهجات - بقوله سبحانه:{وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى} تقرأ بالفتح والإمالة في: أتى، ولفظ: موسى، فلا فرق في هذا الوجه أيضًا بين الاسم والفعل. والحرف مثلهما نحو {بَلَى قَادِرِينَ}[القيامة: ٤] قرئ بالفتح