كتاب موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام

الوجه الثاني: آية الرجم مما نسخ تلاوته وبقى حكمه. - ثانيا: إثبات أنها مما نسخ تلاوته وبقى حكمه. - ج: 5 - ص: 109

ثانيًا: إثبات أنها مما نسخ تلاوته وبقى حكمه.

النسخ الواقع في القرآن يتنوع إلى أنوع ثلاثة: نسخ التلاوة والحكم معا، ونسخ الحكم دون التلاوة، ونسخ التلاوة دون الحكم. وآية الرجم مما نسخ تلاوته وبقى حكمه، ولذا نجد أن معظم من تكلم في الناسخ والمنسوخ يذكر آية الرجم في هذا الباب (١).

قال البيهقي: إن آية الرجم حكمها ثابت وتلاوتها منسوخة وهذا مما لا أعلم فيه خلافًا (٢).

قال الشنقيطي: فآية الرجم المقصود منها إثبات حكمها، لا التعبد بها، ولا تلاوتها، فأنزلت وقرأها الناس، وفهموا منها حكم الرجم، فلما تقرر ذلك في نفوسهم نسخ الله تلاوتها، والتعبد بها، وأبقى حكمها الذي هو المقصود (٣).

الوجه الثالث: بيان معنى قوله: (الشيخ والشيخة) وأن هذا لا ينافي الحكم الثابت بالإحصان، وبيان الحكمة من هذا اللفظ.

---

د - من حديث العجماء خالة أبي أمامة:
أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن (١٩١)، والنسائي في الكبرى (٧١٤٧)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٣٣٤٤)، من طريق الليث، عن خالد بن يزيد. والحاكم في المستدرك ٤/ ٣٥٩، والطبراني في الكبير ٢٥/ ١٨٥ من طريق عبد الله بن وهب، عن الليث بن سعد. كلاهما (خالد، الليث) عن سعيد بن أبي هلال، عن مروان بن عثمان، عن أبي أمامة، عن خالته (العجماء) قالت: لقد أقرأنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آية الرجم: "الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة بما قضيا من اللذة".
وإسناده ضعيف. فيه مروان بن عثمان وهو ضعيف (التقريب ٢/ ٥٧٧).
(١) نواسخ القرآن لابن الجوزي (١١٠)، الناسخ والمنسوخ للنحاس ١/ ٤٣٤، قلائد المرجان في بيان الناسخ والمنسوخ في القرآن للكرمي ١/ ٢٥، الناسخ والمنسوخ لابن سلامة ١/ ٢٢، الفقيه والمتفقه (١/ ٢٤٥: ٢٤٨)، روضة الناظر (١/ ٢٣٠)، شرح صحيح مسلم للنووي (٥/ ٢٨٥)، البرهان في أصول الفقه (١/ ٢٥٦)، التمهيد لابن عبد البر (٤/ ٢٧٥: ٢٧٧)، شرح الكوكب المنير (٣/ ٥٥٣: ٥٥٨)، الأحكام للآمدي (٣/ ١٢٨) وما بعدها، البرهان في علوم القرآن (٢/ ٣٥: ٤٠)، فتح الباري لابن حجر ١٢/ ١٥٣ معالم أصول الفقه (٢٥٨)، مناهل العرفان (٢/ ١٧٧: ١٧٩).
(٢) سنن البيهقي الكبرى ٨/ ٢١١.
(٣) أضواء البيان ٦/ ١٢.