المسجونين يقضون في السجن مددًا طويلة ينعمون فيها بالتعطل عن العمل ويكفون فيها مؤونة أنفسهم من مطعم وملبس وعلاج، والشاهد أن هؤلاء يكرهون أن يلقى بهم خارج السجن ليواجهوا حياة العمل والكد من جديد وأنه يموت فيهم كل شعور بالمسئولية نحو أسرهم، بل نحو أنفسهم فلا يكادون يخرجون من السجن حتى يعملوا للعودة إليه لا حبًا في الجريمة ولا حرصًا عليها، وإنما حبًا إلى العودة على السجن وحرصًا على حياة البطالة، وقد يؤدي ازدحام السجون وعدم توفر الوسائل الصحية بها وحرمان المسجونين من الاتصال بزوجاتهم إلى انتشار الأمراض السرية، والجلدية، والصدرية، وغيرها من الأمراض الخطيرة بين المسجونين. فالسجون تؤدي إلى فساد الأخلاق في خارجها؛ لأن وضع الرجال في السجون معناه تعريض زوجات هؤلاء الرجال وبناتهم وأخواتهم إلى الحاجة وإلى الفتنة ووضعهن وجهًا لوجه أمام الشيطان (١).
[الوجه الخامس: كيف عالج الكتاب المقدس جريمة السرقة؟]
والكلام على هذا من وجوه:
أولًا: الرب يأمر بالسرقة في الكتاب المقدس:
وليس هذا كلامًا لا أساس له، بل حقيقة، فلو نظرنا إلى النصوص لوجدنا كيف أن الرب عند القوم يأمرهم بالسرقة والنهب ويدَّعون أنه كتاب من عند اللَّه، وكذبوا؛ لأن هذا الكلام لا يليق أن يكون لبشر فضلًا أن يكون للَّه تعالى، فتعالى اللَّه عما يقولون علوًا كبيرًا.