لذلك هي تحب أن تشرف على منزلها بنفسها، والمرأة لا تحب أن يكون لها في بيتها مكتب خاص، بخلاف الرجل. والمرأة لا تحب أن تنجح هي بقدر ما تحب أن ينجح زوجها وأولادها، وأن تصنع النجاح لهم، ولا يوجد لنا جواب يفسر هذه الطبيعة أكثر من أنها هي الطبيعة التي ولدت مع المرأة. . . ".
[الوجه الرابع: أعظم عمل للمرأة أن ترعى أولادها.]
الأمومة هي أعظم عمل للمرأة. إن عمل المرأة الأول والأعظم الذي لا ينازعها فيه منازع، ولا ينافسها فيه منافس، هو تربية الأجيال، والذي هيأها اللَّه له بدنيًّا، ونفسيًا، ويجب ألا يشغلها عن هذه الرسالة الجليلة شاغل مادي أو أدبي مهما كان، فإنَّ أحدًا لا يستطيع أن يقوم مقام المرأة في هذا العمل الكبير، الذي عليه يتوقف مستقبل الأمة، وبه تتكوَّن أعظم ثرواتها، وهي الثروة البَشرية. (١)
يقول د/ نور الدين: قد أثبتت الدراسات العلمية الحديثة في أوربا وأمريكيا أهمية الأم أهمية ضرورية إلى أبعد حد في نشأة الطفل صحيح البدن تام النمو، سليم العقل، سوي النفس والسلوك.
فقد أجريت دراسة على مجموعة من الأطفال متنوعة: مجموعة ترعاها مربية، ومجموعة أطفال ترعاهم أمهاتهم، ووضع الجميع في ظروف متماثلة، وقد لاحظوا بعد مدة سنتين من المراقبة أن الأطفال المحرومين من عطف الأم وحنانها لم ينجحوا في تعلم الكلام ولا المشي، ولا تناول الطعام بمفردهم، بينما نجح الآخرون الذين تحيطهم عواطف أمهاتهم في ذلك، ثم كان الأشد من ذلك والأمرُّ أنه لم تقع أي حادثة وفاة بين الأطفال الذين ترعاهم أمهاتهم بينما مات من الآخرين (٣٧%) سبع وثلاثون بالمائة في مدة السنوات الخمس، التي استغرقتها التجربة.