سوي إنَّ المجتمع كان ولا يزال هو التابع لحال الأسرة وما هي عليه من صلاح وفساد، ولم يثبت عكس ذلك في وقت من الأوقات.
وانطلاقًا من هذا الواقع، فإذا لم تتمكن الزوجة الأم، من الجمع بين النهوض بمهام الأسرة، والأنشطة الثقافية والاجتماعية الأخرى، فإن عليها فيما يقضي به اتباع سلم الأولويات - أن توفر وقتها للنهوض بالضروري الذي هو السهر على رعاية الأسرة، وإن اقتضى ذلك التضحية بوظائف وأعمال أخرى.
ويزداد الحق في هذا الذي نقوله وضوحًا، عندما تجد الزوجة نفسها مندفعة إلى الوظيفة أو العمل، لمجرد طمع في وجاهة اجتماعية، أو لمجرد رغبة في التمتع بمزيد من المال. إنها في هذه الحالة تغامر بدون شك بحياتها الزوجية أو بالسعادة التي ينبغي أن تشيع بينها وبين زوجها، كما تغامر بما قد يكون أهم من ذلك، ألا وهو رعاية الأولاد والتفرغ لحسن تربيتهم، في سبيل هوى من الأهواء العابرة، وابتغاء متعة سرعان ما تتحول إلى أعباء ثقيلة من المغارم. (١)
في بحث علمي نفسي نشرت جريدة أخبار اليوم القاهرية ١١/ ٤/ ١٩٨٧ م ما يلي: لقد حصلت المرأة في العالم على بعض المناصب العليا، ولكن إذا أحصينا عدد الرجال والنساء بالنسبة لهذه الوظائف نجد الرجل يحتل ٩٠% إن لم يكن أكثر، ويقول علماء النفس: إن عدم تولي المرأة المناصب الكبيرة، بنسبة متساوية مع الرجل، لم يكن بسبب عدم جهدها، أو قلة ذكائها، وإنما هناك عوامل أخرى تتحكم في حياتها وطبيعتها، فهي مطالبة بأعمال المنزل، وهي التي تعني بأفراد العائلة كلها، والمرأة إذا أعطت كل الوقت لعملها، فهي تشعر بالذنب في داخلها، ذلك أنه حين يكون المنزل غير مرتب فإنها تشعر بالذنب في داخلها، فهي تحس أن المنزل هو عنوانها، ومهما علت في المناصب فإن المنزل مملكتها، وذلك بعكس الرجل، والمرأة لا تشعر بالراحة إذا تركت أولادها وزوجها بدون طعام،
(١) المرأة بين طغيان النظام الغربي ولطائف التشريع الرباني صـ ٦٤.