للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيصلى على الطفل وإن لم يستهل بعد أن يعلم أنه خلق (١).

٦ - حق الجنين في الاستقرار النفسي لأمة: قال تعالى {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (١٤)} [لقمان: ١٤]، تصف الآية الكريمة حالة الأم أثناء حملها مما يصيبها من أثر هذا الحمل من آثار تظهر على وجهها وصحتها وسائر أحوالها، فيصيبها ضعف في البدن نتيجة هذا الحمل، مع كونها لا تترك عمل بيتها وخدمة زوجها، فكان حقًّا لهذه الأم من وافر البر والرعاية خاصةً من زوجها، ولهذا يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي" (٢).

وهذه الخيرية تعم الزوجة والأولاد والأقارب، ويقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "خيركم خيركم للنساء" (٣). فتبين اختصاص الزوجة بخيرية خاصة تعم جميع أحوالها منذ بدء الزواج إلى ما شاء الله تعالى، وفي هدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خير بيان، حيث كان يلاطفهن قولًا وفعلًا، فيدخل نساء الأنصار للعب مع عائشة ويتتبع مكان شرابها إذا شربت، وكان يسابقها في السفر، وكان يريها وهي متكئة على فكيه لعب الحبشة في المسجد (٤).

ولهذا كان للحامل مزيد عناية واهتمام من زوجها، الاهتمام النفسي بحسن العبارة وجمال الأسلوب، والاهتمام بطعامها وغذائها بما ينبه عليه الأطباء. وفي حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "وإنك مهما أنفقت من نفقة فإنها صدقة حتى اللقمة التي ترفعها إلى في امرأتك" (٥)، دليل على وجوب الإنفاق على الأهل مع الثواب، وذلك بالاحتساب لوجه الله تعالى، وصدق نيته، ودفع مظنة عدم الأجر على الواجب (٦).


(١) سنن الترمذي (٣/ ٣٤١).
(٢) الترمذي (٣٨٩٥)، أبو داود (٤٢٥٣)، وصححه الألباني في الصحيحة (٢٨٥).
(٣) المستدرك (٤/ ١٩١)، وصححه الألباني في الجامع الصغير (٥٦٢٧).
(٤) فيض القدير (٣/ ٤٩٥).
(٥) البخاري (٢٧٤٣)، مسلم (١٦٢٨).
(٦) فتح الباري (٥/ ٤٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>