للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أما مذهب أهل السنة والجماعة في صفة الوجه]

أهل السنة والجماعة يثبتون أن لله عز وجل وجهًا موصوفًا بالجلال والإكرام.

قال ابن خزيمة في كتابه التوحيد؛ في باب إثبات الوجه: فنحن وجميع علمائنا من أهل الحجاز واليمن وتهامة والشام مذهبنا أن نثبت لله ما أثبته لنفسه من غير أن نشبه وجه خالقنا بوجه أحد من المخلوقين، ثم قال في الباب الذي بعده: نحن نقول وعلمائنا جميعًا في جميع الأقطار أن لمعبودنا عز وجل وجهًا كما أعلمنا في محكم تنزيله فذوَّاه - أي وصفه بأنه ذو جلال - وحكم له بالبقاء، ونفى عنه الهلاك، ونقول: إن لوجه ربنا عز وجل من النور والضياء والبهاء ما لو كشف حجابه لأحرقت سُبحات وجه كل شيء أدركه بصره".

[مذاهب الناس في صفة الوجه]

أ- مذهب أهل السنة والجماعة وقد مضى الكلام عن ذلك.

ب- مذهب الجهمية: وهو نفي صفة الوجه لله عز وجل، ويؤولون ما جاء في القرآن من ذكر الوجه لله بأربع كلمات: أنه الذات أو القبلة أو الثواب أو الأعمال الصالحة، فيقولون: ويبقى وجه ربك أي ذاته، أي يبقى الله، ويقولون في قوله: {إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (٢٠)} (الليل: ٢٠)، أي: ابتغاء الثواب.

وفي قوله: {فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}، أي: القبلة. وقد رد عليهم الدارمي في كتابه: الرد على بشر المريسي، فتناول تأويل الجهمية ورد عليهم ردودًا مفحمة.

جـ - المعتزلة: ومذهبهم في صفة الوجه مثل الجهمية، فهم ينفون الوجه عن الله عز وجل ويؤولون ذلك بالذات، أو بأن وجه الله هو الله، وقد نقل الأشعري في كتابه (مقالات الإسلاميين) مذاهب الناس في الوجه، وذكر مذهب المعتزلة ونسب إلى أبي الهذيل المعتزلي أنه قال: إن وجه الله هو الله، وأن غيره قال: الذات، انتهى.

ولعله يقصد النَّظَّام وهو من أئمة المعتزلة، والأشعري خبير بمذهب المعتزلة فقد استمر أربعين سنة على الاعتزال ولذلك فإن أقواله مهمة في معرفة اعتقاد المعتزلة وغيرهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>